هي صورة، مجرد صورة، لذلك الخارج من دينه وعلى اهله، المصفح بالكوفية والعقال والعباءة السعودية، يجري هارباً في شوارع القدس ودروبها من غضب اهلها، الذين اثارتهم زيارة “الوفد العربي” الذي اتى إلى المدينة المقدسة ليروج الصلح مع العدو الاسرائيلي.. مجاناً!
الاسئلة كثيرة هنا: من امر بتشكيل هذا الوفد “العربي” المزين بالكوفية والعقال، وإرساله إلى حيث أسرى الله بالنبي العربي محمد بن عبدالله الى ذروة المرتجى؟
وما هي الغاية من ايفاد هذا “الوفد الشعبي”، وفي هذه اللحظة السياسية بالذات، وبينما صهر الرئيس الاميركي ترامب، المدعو جاريد كوشنر يروج لـ”صفقة القرن”، ومفادها أن يدفع عرب النفط والغاز بضعة مليارات من الدولارات “لمن تبقى من الفلسطينيين” في فلسطين، ولمن خرج منها ليعيش لها وهو يحملها في دمه وقلبه وعلى قلمه ولسانه، ومستعد لان يموت فداء لها في اية لحظة وحيثما كان، متى دعاه الواجب المقدس؟
ليس من المبالغة أن نعتبر هذه الصورة التي تجسد الارادة الشعبية تعبيراً عن رأي الناس، كل الناس، في ملوك النفط والغاز وتنازلاتهم التي تجاوزت حدود الخيانة وبيع الاوطان ـ اوطان الاخوة الفقراء بأرضها المقدسة وتاريخ امجادها ودورهم غير المنكور في نشر الدين الحنيف في ارجاء المعمورة ومعه البيان والشعر والفن والطرب الاصيل والعمارة التي تقاوم الزمن، كما في الاندلس، والثقافة التي لا تهرم ولا تشيخ والتي نقلها المستعربون إلى لغاتهم فبنوا بها حضارتهم..
لم يكن هذا الصعلوك السعودي الموفد لتحرير القدس بعباءته وكوفيته والعقال.. بين اولئك الفاتحين صناع الحضارة والفن الشعراء والادباء والكتاب المخلدون بثمار جهدهم وإبداعهم المجدد لتراث اجدادهم الذي لا يندثر.
إن هذا البدوي التائه الذي أُوفد كداعية للاستسلام للاستعمار الاستيطاني الاسرائيلي المدعوم اميركا بالمال والسلاح، والمعزز عربياً بالخيانة وبيع الاوطان.
إن هذا الجلف ليس منا ولسنا منه، لا ينتمي الينا ولا تربطنا به قربى..
انه مسيلمة الكذاب في صورة معاصرة.. وقد نال ما يستحق، كما سلفه!