لم يفصح القادة الاسرائيليون، حتى لذوي القتلى من نخبة عسكرهم، عن اهداف عمليتهم »الانتحارية« في منطقة الزهراني بجنوب لبنان، ولا هم استطاعوا تبريرها للرأي العام الدولي الذي طالما ضللوه فصوروا له ضحاياهم من اللبنانيين والفلسطينيين جناة وارهابيين، بينما هم رسل الحضارة والتقدم العلمي والديموقراطية المثلى.
وبينما كان رئيس دولة العدو عزرا وايزمن يقول بالامس ان الاسرائيليين يستميتون للخروج من لبنان، ها هم »الكوماندوس« يستميتون ويموتون فعلا وهم يقاتلون داخل الداخل من لبنان،
لعل وزير حرب العدو اسحق مردخاي الذي عاد يروج، قبل يومين، لخطته »جزين اولا« قد اوفد ضفادع البحر والمظليين في الزوارق والحوامات الحربية للمباشرة بتنفيذ تلك الخطة التي يراد بها اشعال فتنة بين اللبنانيين تقسمهم طوائف ومذاهب وفئات متصادمة حول الموقف من الاحتلال الاسرائيلي.
لعل بنيامين نتنياهو الذي وصل الى الحكم متكئاً على جثة اخيه الكوماندوس بطل عملية عينتبي الشهيرة، اضافة الى مشاركته شخصياً وكضابط في الوحدات الخاصة، في عملية مطار بيروت في كانون الاول 1968، التي نجحت في تدمير 13 طائرة لبنانية »ارهابية«…
لعل زعيم التطرف الاسرائيلي هذا الذي يؤمن بان العرب لا يستحقون موقع »المفاوض« معه وهو »المنتصر المطلق«، ولا يستأهلون »السلام« لانهم عاجزون عن الحرب، لعله سيبدو الان اكثر اقناعاً للاسرائيليين ولصديقته المهتدية الى اصلها وعائلتها اخيراً، وبعد تعيينها وزيراً لخارجية كلينتون الثاني،
وفي كل حال فان اول مهمة لمادلين اولبرايت في المنطقة هي ان تنشف عرق صديقها (وربما مثلها الاعلى كامرأة حديدية!!) »بيبي« الذي استهلك حتى الان من دماء الاسرائيليين مثل ما استهلك من امنهم.. واكثر!
أليست هي القائلة في تبرير عدم قدومها من قبل »لندعهم يتصببون عرقاً«؟!
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان