هل يستوعب مندوب اسرائيل لدى الأمم المتحدة أنه مزق أمام الدول الأعضاء وأمام العالم بأسره ميثاق المنظمة التي سمحت دولها عندما صوتت على قرار التقسيم عام ١٩٤٨، بأن تصبح إسرائيل دولة؟ هل يستوعب أنه مزق الميثاق الذي بموجبه، تمكن هو وأمثاله من الصعود إلى هذا المنبر؟ هل يعي السيد المندوب، وهل يعي العالم لا حجم الإهانة الأممية فحسب، فهي قائمة من أول قرار لم تنفذه دولة الأبارتايد، وإنما حجم ما يعنيه أن تعلن دولة ما علناً وعلى لسان ممثلها الرسمي أنها تلقي إلى القمامة شُرعة منظمة لاتزال، على عيوبها، تحاول منع انزلاق العالم إلى شريعة الغاب؟
لم تكن لحظة غضب ولا تصرفاً فردياً، فقد كان للمندوب السامي ما يكفي من الوقت لإحضار جهاز إتلاف الأوراق، أي للتشاور مع إدارته وقمة هرم دولته.
أبدا لم يقم الفلسطينيون، الذين جاءت قرارات التقسيم على حسابهم، وعلى امتداد تاريخهم بمثل ذلك. وعندما وصل المرحوم ياسر عرفات إلى نفس المنبر في العام ١٩٧٤، أتى حاملاً غصن زيتون.
جلَّ جلالك فلسطين!