لكل “زمن” في السياسة بلبنان “بشيره”..
ذات يوم كان كميل شمعون، الذي اعُتبر في زمن ما “فتى العروبة الاغر” قد انقلب إلى زعيم التطرف المسيحي، بعد فوزه بمنصب رئيس الجمهورية. وبدل في السياسة بحيث التحق بمشاريع الأحلاف الغربية التي انشأتها بريطانيا، ثم بالشراكة مع الولايات المتحدة الاميركية، لصد حركة النهوض العربي بقيادة جمال عبد الناصر (حلف بغداد، حلف الدفاع المشترك قبل أن تنفرد اميركا بالمنطقة عبر مشروع ايزنهاور..)
وهكذا خرج كميل شمعون من رئاسة الجمهورية التي دخلها “زعيماً وطنياً” بالشراكة مع كمال جنبلاط، “زعيماً مسيحيا” ورئيساً لحزب مسيحي هو “الوطنيون الاحرار”.
ولقد عمل شمعون على مواجهة اللواء فؤاد شهاب الذي خلفه في رئاسة الجمهورية، بعد “الثورة” عليه في العام 1958، فعمل على انشاء “الحلف الثلاثي” مع العميد ريمون اده والشيخ بيار الجميل..
ومع قدوم المقاومة الفلسطينية إلى لبنان تفاقم الانقسام السياسي إلى حد الحرب الاهلية، ثم كان الدخول العسكري السوري، من موقع “الحليف” للجبهة اللبنانية، كما ساد الاعتقاد في اوساطها.. آنذاك.
في هذا المناخ نشأ “بشير” الابن الصغير للشيخ بيار الجميل، الذي قاده التطرف، في ما بعد إلى الذهاب إلى العدو الاسرائيلي بطلب “النجدة” ضد السوريين والفلسطينيين. وقد ذهب معه العديد من مناصري هذا التوجه أبرزهم الرئيس السابق كميل شمعون.
..ودائماً تحت شعار “السيادة والاستقلال”..
ثم كان أن تفاقمت الحرب ضراوة، في ظل تدخل دولي واسع، قبل أن يتم الوصول إلى اتفاق دولي، تم بموجبه اخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان.
..وجرى “انتخاب” بشير الجميل رئيساً للجمهورية ، في ثكنة عسكرية، وتحت الحماية الاسرائيلية، وسط سيل من التهديدات الجدية والاغراءات المذهبة لبعض النواب و”تدجين” معارضة بعض الدول العربية، بان “الرئيس” سيكون “بشيراً جديداً” غير بشير المرشح الذي “كان مضطراً” إلى التطرف، بما في ذلك “التحالف” مع العدو الإسرائيلي، من اجل الوصول إلى منصب “صاحب الفخامة”.
*****
كثيرون يقرأون الآن مسيرة “الصهر المعجزة” جبران باسيل في ضوء سيرة الرئيس الذي “لم يمتع” بالرئاسة: بشير الجميل!