لا حل لأزمات هذا النظام الفريد، خصوصاً وأنها تتوالد من ذاتها، لتعذر ايجاد المخارج المناسبة، بل الضرورية، لأنها تتضارب مع مصالح “الناس اللي فوق”.
..وهذه ازمة تشكيل الحكومة الجديدة تشهد على فساد النظام وأهله..
بين “العرف” و”التقليد” و”الواقع” تتنافر القوى وقد يختلف رفاق الطريق فيفترقون إلى حد الخصومة، وقد يتقارب الخصوم إلى حد التعاون، أن لم يكن بالرغبة فنكاية “بالآخرين” من الحلفاء السابقين والاصدقاء و”رفاق الايام الصعبة”..
ثم تأتي مسألة فريدة في بابها، وليس لها شبيه في أي بلد آخر: لا يكفي أن تدعي بعض القوى تمثيل الشعب، ولا يهم أن تدعي قوى أخرى انها تمثل المصالح العليا للبلاد… فالطوائف ليست حصيلة جمع الناس، بل هي حصيلة تقسيمهم، وبالتالي فلا مصالح عليا وانما مصالح فئوية يمثلها ويلتهمها “الزعيم” او “المرجع” الذي يتصدر الطائفة ويدعي اختصارها بشخصه.
هكذا يدور لبنان حول نفسه، منذ انتخابات “الصوت التفضيلي” التي لم تغير في جوهر النتائج وان كانت غيرت في تفاصيلها، فكشفت اسطورة التمثيل الطائفي وسطوة زعماء الطوائف: إذا هم اتفقوا الغوا غيرهم، وان هم اختلفوا دفعوا البلد نحو الحرب الاهلية.
هؤلاء هم: ملء عين الزمن!