…وعندما بلغت مسامع الملك عبد الله الثاني ابن الملك حسين ابن الملك طلال ابن الملك عبدالله ابن الشريف حسين “مطلق الرصاصة الأولى” على المستعمر التركي ـ العثماني، وترحيباً بجيوش الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، التي كان بين انجازاتها التاريخية سلخ الضفة الشرقية لنهر الاردن عن الارض السورية وجعلها امارة هاشمية.. في انتظار “النكبة” في فلسطين التي سوف تكون “مملكة” للأمير عبدالله، الذي نصب نفسه ملكاً بعد ضم اجزاء من فلسطين ـ الضفة الغربية ـ إلى امارته لتغدو المملكة الهاشمية في الاردن.
..وعندما بلغت مسامع الملك عبدالله الثاني اخبار المجزرة رقم 10000005 في غزة، والتي تلت عمليات القمع وقهر المصلين في المسجد الاقصى في القدس الشريف، وارقام المعتقلين المرميين تحت الضرب والتعذيب وامتهان كرامتهم الانسانية فضلاً عن حقهم في وطنهم، وحقهم في النضال من اجل تحريره..
عندما بلغت هذه الوقائع المهينة للكرامة الانسانية، والتي تستهين بل وتحقر صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني، وتحرجه امام “شعبه”… شرب “حليب السباع” وقرر استنكار هذه الجريمة الجديدة، وهدد بأنه لن يرد على توسلات واعتذارات بنيامين نتنياهو ولا على تغريدات دونالد ترامب.
عندما بلغت هذه الوقائع المهينة للكرامة الانسانية بعنوان الامة العربية جميعاً وفي طليعتها الشعب الفلسطيني، بسمل صاحب الجلالة وحوقل واوكل امره إلى الله تعالى وأصدر بيان الاستنكار… ثم هنأ نفسه بأنه الوحيد الذي تجرأ على مثل هذا التحدي الذي جَبُنَ عن مثله وريث السادات في مصر وملوك الجزيرة العربية واصحاب السمو من الامراء الوارثين!
هكذا تكون الشجاعة! هكذا تكون المواقف البطولية: للشهداء أقل من عشرة الدعاء بالرحمة، وللمعتقلين أكثر من ألف الدعاء وطلب الصبر واستغفار الله عما تقدم من ذنوبهم وخطاياهم وما تأخر!
رحم الله الشهداء.. وحفظ الله ملوك الامة وامراءها والرؤساء والقادة الميامين الذين سيستمرون في الاستعداد لاستعادة فلسطين وإلحاق الهزيمة بالعدو الاسرائيلي حتى… يلقى آخر الفلسطينيين وجه ربه ذي الجلال والاكرام “فتتحرر” فلسطين منه ويكرم بلقب “الشهيد”.. وتكرم بلاده بلقب “ام الشهداء”!