على خشبة مسرح الحمراء بدمشق تبدأ في 21شباط القادم عروض مسرحية أجزاء المعدّة عن هوامش الزميل طلال سلمان، والتي كان عنونها ب من أقوال نسمة ، نص وإخراج أمجد طعمة، الإعلامي السوري الذي بدأ تجربته من المسرح الجامعي، حين كان طالباً في كلية الصحافة، وهناك قدّم من إخراجه زمن الفيران عن نص لمحفوظ عبد الرحمن، و تحت الأنظار و الحق بالوصول لوليد إخلاصي، و هكذا أفضل عن نص أنسوا هيروسترات لغريغوري غورين، كما عمل ممثلاً في المسرح والتلفزيون، قبل أن تأخذه تجربة العمل الإذاعي والتلفزيوني.
طعمة قال إن تلك ال أقوال كتبت لتُقرأ، ومحاولة مسرحتها تبدو كمحاولة تحويل روايات ماركيز إلى السينما، ولكن المغري فيها أنها تصلح لأي مكان وزمان، ولأي محبَّيْن، ويمكنها أن تخلق فضاء في مخيلة المرء أثناء القراءة، ما يدفع للمغامرة بمسرحتها، كنت أجمع تلك القصاصات على مدار سنوات، وهذه وحدها حدوتة تصلح لعرض مسرحي، كما يمكن أن تشبه كل حدوتة لكل المحبين، وهنا تحدى أن يرى الناس أنفسهم ولو في جزء من العرض . ويرى طعمة في تلك ال أقوال حواديت ، يربط بينها أنها أشبه بأوراق محب في دفتر مذكرات. إن العرض يبدأ بعبارة قال لي نسمة الذي لم تعرف له مهنة إلا الحب.. ، العبارة التي يقول عنها المخرج إنها أهم جملة إخبارية عن الحب، وهنا عبقرية طلال سلمان في المزج بين الإعلام والأدب ، وعمّا بقي من نص سلمان في العرض يقول طعمة: قد يسأل طلال سلمان نفسه عند مشاهدة العرض أين قلت هذا الكلام، هذا لا ينفي أن عبارات كثيرة بقيت كما هي، كهذه الحوارية التي أحب: كيف تريدني معك وأنا خارجك؟ أنا معك أقوى من التحدي، وبدونك أضعف من الاعتذار . أتمنى أن تنتعش ذاكرة سلمان حين يشاهد العرض .
المخرج يصف عمله بالقول إنه عبارة عن ثلاثة مستويات لغوية، واحد بالفصحى، والثاني بالعامية، والثالث بلغة الجسد . العرض ينقسم إلى سبعة عشر جزءاً، أو لوحة كما درجت التسمية، وهي يمكن أن تكون منفصلة، وترتبط بخيط واهٍ، لو شئنا البحث عن رابط. يقول المخرج إن صعوبة التجربة دفعتنا للتعويل على ممثلين مبدعين، أصحاب مقترح ولهم رؤيا، في مسرح مكشوف بلا كواليس ، وهو قد اختار رغدا شعراني، وشادي مقرش، ولمى حكيم، وأيهم مجيد آغا، ولميس منصور ولاوند هاجو (وهو كريوغراف العرض أيضاً)، للعب ثلاثة أزواج يتمازج في أدائها التمثيل والرقص وحتى الغناء (إذ يتضمن العرض أغنية من ألحان معن خليفة وغناء خلدون حناوي وليندا بيطار).
الممثلة رغدا شعراني قالت إن صعوبة النص في كونه غير محمّل بالأفعال، هو عبارة عن فكرة تدور وتتغير، وما فعلناه نحن الممثلين هو محاولة تطويع الكلام لأفعال مسرحية، ولكن من دون أن نضطر لتغيير في النص . ونسأل شعراني، وهي المخرجة المسرحية، كيف يمكن أن تواجه نصاً كهذا كمخرجة؟ فتقول: بالنسبة لي الشعر، أو النثر الأدبي مغامرة، فالنص يبقى دائماً أهم من محاولة إخضاعه لنوع آخر. التجربة مخيفة بالنسبة للمخرج وتحتاج إلى خيال واسع ومفتوح . لكن أمجد طعمة تصدى مع ذلك للتجربة، التي ستكون على خشبة المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة، في إطار موسم مسرحي حافل لهذا العام.
(دمشق)
راشد عيسى
السفير، 1822008