الحب أقوى من الحرب.
الحب يحيي، والحرب تقتل.. لكن الحياة الحب، وبه يمكن حماية حق الانسان في الحياة.
حتى في صنعاء، عاصمة اليمن السعيد (!!)، الغارقة في دماء ابنائها في الحرب الظالمة التي تُشن عليها منذ دهر بفائض المال السعودي ـ الاماراتي المدعوم اميركياً، يحتفظ الحب برفيف اجنحته وخفق القلوب وصنع الافراح الصغيرة التي تحمي انسانية الانسان…
قبل يومين، نقلت الشاشات صوراً لموكب عرس يطوف شوارع صنعاء ناشراً البهجة في اجواء المدينة التي لا تغيب عنها طائرات “التحالف” التي توالي قصف اسباب الحياة في أقدم مدن الحضارة الانسانية، على مدار الساعة.
شكل الموكب اختراقاً بهياً لليل الاحزان اليعقوبية التي فرض على “اليمن السعيد” أن يعيشها، بل أن يموت في تلافيفها وسط صمت العالم وخرس العرب الفقراء الذين تنتظر دولهم “الشرهات” و”العطايا” و”الهبات” فضلاً عن القروض والمساعدات التي قد تتكرم بها سعودية مسيلمة الكذاب ودولة المشيخات السبع ووصاية دولة الدولار والسلاح النووي.
لقد أطلق العروسان نداء الفرح فجاء اليهم الاصدقاء المشتاقون بدورهم إلى سماع الزغاريد “والأوها” و..عريِّس، عريِّس .. مد الكف وتحنى..
اخترقوا الشوارع مطفأة الانوار فأشعت بالبهجة، وتكسر صمت الخوف حطاماً، ومشى موكب الفرح تحميه اشواق الصبايا والفتيان الذين يعتقلهم الرعب من موت المصادفة، منذ زمن طويل.
الحياة أقوى من الموت..
الزغرودة أقوى تأثيراً من صمت الخوف.
لتكن لشعب اليمن بهجة الحياة بالانتصار على السفاحين الذين يحاولون، عبثاً، اغتيال الفرح والحق بالغد الافضل!