عاد الصيداوي الطيّب لبيب أبو ظهر إلى ربه راضياً مرضياً..
الطبيب بالاحتراف، السياسي بالهواية، الودود بالطبيعة، الذي تسكن صيدا بصياديها وفقرائها وبسطاء الناس من أهلها قلبه الكبير، والذي تشغل أوضاع الوطن العربي بدءاً من جرح فلسطين وانتهاء بجرح فلسطين، مروراً بالجراح النازفة الكثيرة التي أصابت الكبد في العراق، ودمّرت الأمل بتكامل الحلم أو بالحفاظ على منطلقاته..
… عاد إلى ربه راضياً مرضياً. ليس راضياً إلا بقدر الله، أما أقدار الأوطان والأمة فقد كانت مصادر الألم، ومنابت القلق التي لا ينفع في استئصالها مبضع الجرّاح.
ولقد لفّ الحزن صيدا، بل الجنوب كلّه، الذي طالما استشفى على يديه، وشارك سائر اللبنانيين أشقاءهم الصيداويين حزنهم على هذا الكبير الذي رحل.
»مركز لبيب الطبي« غدا مؤسسة مفتوحة الباب لكل من ابتلي بعلّة، وستبقى مفتوحة للجميع، القادرين أو الذين لا يملكون ثمن الدواء. وسيمكّن الذكر العطر للدكتور لبيب أبو ظهر حملة اسمه ورسالته من متابعة ما بدأه الوالد الراحل، الذي أساءت اليه السياسة أحياناً، ولكن تاريخه ظل يشهد له متجاوزاً بعض لحظات الضعف أو الخطأ في التقدير، لأن وطنيته كانت تعصمه وتسترده إلى فيئها.
والحكم من قبل ومن بعد على المسيرة بمجملها، ثم إن للموت جلاله الذي يفرض أن نستذكر موتانا بحسناتهم، وهي عند الدكتور لبيب أبو ظهر كثيرة كثيرة. رحم الله الدكتور لبيب وغفر الله لمن بالغ في أمانة الاستذكار ثم انتبه الى تاريخ الرجل فعاد وأنصفه وأنصف مدينته الباسلة التي أنزلته في قلبها موقع الصدارة حياً وميتاً سيبقى ذكره العطر في أجوائها ملازماً لعطر زهر الليمون.
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان