تصاغر “الوطن العربي” بالتقسيم الذي يختزن الحروب الأهلية، والأنظمة المذهبية التي ترى في “الشعب” رعايا، مجرد رعايا لأصحاب الجلالة والسيادة والسمو .. أو الأنظمة العسكرية التي ترى نفسها “المخلص” وتفرض على رعاياها أن يمضوا صباحاتهم والمساءات في الدعاء بطول العمر للجنرال الذي خلّص الشعب من وباء الديمقراطية، فقضى على الأحزاب والنقابات وكل أشكال الاجتماع المنظم وصولاً الى الجمعيات الخيرية كرعاية المسنين وتدريب الصم على لغة الإشارة.
باتت الشعوب قطعاناً من الرعايا لا أحد يسألها رأيها في ما يقررون لها … وكلما التقى رئيس بملك، أو أمير ذهبي برئيس خاف الناس من “صفقة” لتبرير أو تمرير انحراف جديد..
أما مع انعقاد القمة العربية، أية قمة في أية عاصمة، فان الرعايا العرب يضعون أيديهم على قلوبهم متوقعين تنازلاً أو انحرافاً جديداً أو صفقة مموهة تأخذ من “دولهم” لتعطي العدو الإسرائيلي، برعاية أميركية، بل دولية موسعة.
انتهى العرب.
عادوا قبائل وعشائر مقتتلة على .. المرعى والكلأ!
لا يستبعد أن تُدعى اسرائيل الى القمة العربية التالية أو التي بعدها، خصوصاً وقد باتت لعدد وازن من الدول العربية “دولة صديقة”، واسقطت عنها صفة “العدو”.
وحده شعب فلسطين يعيش في عزلته تحت حصار العدو، يحاول أن يحمي حقوقه في وطنه، الذي كان الى ما قبل سنوات قليلة يشكل “القضية المقدسة” للعرب أجمعين، وبات الآن حملاً ثقيلاً يهرب من حمله أصحاب الجلالة وأصحاب السيادة وأصحاب السمو ويتركونه للشعب الأعزل إلا من حقه في أرضه المقدسة..
..ويا فلسطين جينالك..