ثبت شرعاً، وبالدليل الحسي، أن الشعب اللبناني الذي يعيش بلا دولة، مع احترام التراتبية، يمكن أن يستقبل بفرح أي مشروع يؤكد المباشرة ببناء الدولة..
لكن ما حصل، منذ استقلال الدولة وحتى اليوم، أن كل رئيس وصل إلى لقب “صاحب الفخامة” اعتبر انه الدولة، تنام متى نام وتنهض عندما ينهض من فراشه صباحاً، وقد تغيب عندما يدهمه النعاس بعد الغداء..
اما بالنسبة للغالبية ممن تعاقبوا على الرئاسة فان الدولة صالون او صالونات، وغرف نوم (كاحتياط لضيوف طارئين) وحمامات عدة ومطبخ فسيح يتسع لطناجر كثيرة تقدم في كل منها طبخة دسمة: بعضها من دون ملح، وبعضها من دون بهارات، وبينها ما يؤكل ما فيها مسلوقاً..
تختلف الاذواق، لكن ” الاكيلة” يفرحون بالتجارب، ويبدلون آراءهم الموروثة عن الاهل الذين لم يعرفوا الكهرباء او الطبخ بواسطة الكومبيوتر.
كلوا تصحوا.. هكذا يقول الطبيب..
وليس مهما أن تعرف ماذا اكلت..
هل رأيت رئيساً او وزيراً او مديراً او نائبا يخاف الجوع؟!