أردوغان يتمدد في الداخل التركي بدكتاتورية متصاعدة، ويحاول التمدد في الخارج بالابتزاز أوروبياً، وبواسطة الجيش سورياً.
سقفه الداخلي مرهون به وبتوازاته الداخلية و بفريق الملاكمة التابع له في مجلس النواب.
سقفه الأوروبي لا يتحكم به إلا عبر الضغط مستخدماً البشر ومعاناتهم.
سقفه الروسي أقوى منه في سوريا. سقفه الأميركي حدوده كردية. حتى القانون الدولي الذي قد يكون حبراً على ورق، ليس بجانبه.
حاول خلط السقوف فدعا لاجتماع فرنسي ألماني روسي مشترك. لم توافق روسيا ولم تتحمس أوروبا. الناتو رفع الصوت وخفض سقف الوسائل.
أردوغان كان في موسكو أي لدى الحليف / الخصم اللدود من دون غطاءٍ من أحد. هو من ذهب، لم يأت بوتين إليه. وهذه تُحسب في عالم الرسائل والرموز.
سيمارس ذكوريته على من يحبه من أتباعه، لكن لا أفق واضحاً ولا هامش لمناورته.
وكما فاته تفصيل هلع أوروبا من الإرهاب الجهادي، يفوته اليوم تفصيل صغير اسمه الكورونا! بإمكان أوروبا “الإنسانية” الإدعاء بسبب الفيروس المخيف، أنها تقفل حدودها أمام مواطنين وسياح ورجال أعمال، وأنه ليس بمقدورها استثناء المهاجرين. أي استطلاع رأي في أوروبا سيعبر عن هذا الخوف، لا شعبية لفتح الحدود حتى لدى أحزاب اليسار. لن تنفع أردوغان ورقة اللاجئين حتى مع ميركل. اللحظة غير مناسبة.
في سوريا كانت غلطته الكبرى اللعب مع قوتين معاً: إميركا عبر الأكراد وال اس ٤٠٠، وروسيا عبر الجيش السوري. يمكن أن يحقق نقاطاً ولكن صعب أن يربح، “الحربقة” لها حدود، التناقض له حدود أيضا، ولا يمكن إيهام العالم أنه دخل سوريا لنجدة الشعب السوري وهو يدفعه نحو حدودٍ مغلقة.
هو “أذعر الحارة” الذي يقف على تخوم أوروبا. يخيف، يؤذي، يوجع، لكن لا يقلب موازين قوى.
يقال أن التلويح بالسلاح أهم من السلاح. وأن من يستخدم أوراقه الرابحة بخاطر يفقدها. أردوغان، ورغم الضجيج، يفقد جوكر اللاجئين، وهو يلعب الجوكر السوري في هذه اللحظة عند حليفه الروسي الذي بادره معزياً بموت الجنود الأتراك الذين سهًل هو ذاته مقتلهم.