بتاريخ 3/2/2006 وتحت عنوان »في وداع الفتى ابراهيم رحيل« كتب ناشر »السفير« طلال سلمان افتتاحية ارعشت القلوب وأيقظت الهمم.
رسمت بلغة الشعر، في افتتاحيتك التي يقرأها المثقفون، دم الفتى الشهيد خطا احمر بين الحق والباطل، بعد أن صدئ السيف في قرابه، وغار ذكر صلاح الدين في صفحات تاريخ، يرى إليه حكام اليوم، حدثاً خرافياً أقرب الى الأساطير منه الى حقيقة التحرير…
جبرت خواطرنا، نحن المفجوعين، في شبعا… وخواطر أهل العرقوب جميعا، في إطلالة نبيلة منك، على منطقة تحاذي المزارع وتحاذر مصيرها… رغم القصف والرعب يبقى الرعاة، خلف اغنامهم هناك كأزهار وصفتها ملوك الحرية وأرباب الصمود…
يصمد السكان هناك بفضل مقاومة ساهرة فاعلة، ترشدهم الى التمسك بحقوقهم، وتمنحهم ثقة، قصرت عن منحها جيوش تربض في ثكناتها بين البحر والبحر، يتسلى قادتها بعدّ حبات الرمال.
شكراً لأنك قلت كلاماً ينتشر وينشر… فيما يتعالى صراخنا كل يوم ولا يتخطى حدود قرانا…
ندبنا الفتى الفقيد وقمت بتأبينه كعريس في ليلة زفافه. فمحت حرارة التأبين حرقة القلوب… وواست النفوس الحزينة القلقة على الحرية والمصير…
جريمة قتل الراعي البريء ابراهيم رحيل، في الثالث من شهر محرم الجاري، من قبل العدو الاسرائيلي، هي جريمة كربلائية… تستحق ان نحيي ذكراها كل عام، حتى يتم التحرير…
وعندها سوف نقرأ الافتتاحية سيرة لانتصار الدم على المدفع…
ثم نتلو بعض عباراتها، قبيل قراءة الفاتحة، رسالة اطمئنان الى الروح…
محمد ماضي
السفير، 432006