يوم الجمعة من كل اسبوع، صيفاً وخريفاً، شتاءً وربيعاً، يخرج شعب فلسطين في غزة إلى “الحدود” المن مدرعات وخنادق ورصاص القتل الإسرائيلي، ليؤكد بحضوره الصارخ حقه في ارضه التي كانت ارضه عبر التاريخ..
يعرف الشباب والصبايا والفتية وآباؤهم والامهات، كهولاً وشيوخاً، الذين يتبعونهم عن قرب، أن رصاص العدو وقذائفه وقنابل الغاز ستنهمر عليهم بعد قليل، ومع ذلك لا يتخلف احد عن هذا الموعد المقدس..
ولقد اعد الفتية أنفسهم لمختلف الاحتمالات: قسموا انفسهم فصائل على خطوط المواجهة، يتقدم فصيل ويردفه فصيل آخر بالحجارة والعصي والطائرات الورقية التي تطور بحيث تحمل اكياس الحجارة لترميها على الجنود المتخندقين خلف السور المصفح الذين سيواجهونهم بالرصاص، بعد قنابل الدخان.
تتعالى هتافاتهم قوية بل مجلجلة، وحين يقذفهم جنود العدو بقنابل الدخان يردون بسيل من الحجارة، بينما يتفرغ بعضهم ليشكلوا فرق اسعاف لنقل الجرحى الذين قد تناديهم الشهادة قبل الوصول إلى المستشفى المكتظ بمن سبقوا اليه من ضحايا المواجهة مع جيش العدو.
يعود جمهور المحتشدين بعد هذه المواجهة حاملين شهداءهم وجرحاهم، على موعد جديد مع فلسطين.. ليعطوها المزيد من دمائهم وارواحهم.
لن تسقط فلسطين، مهما سقط من انظمة العرب وحكامهم الذين شغلتهم “السلطة بالثمن” عن قضيتهم المقدسة، فلسطين..
وقريبا سيتوالى سقوط هذه الانظمة التي استولدتها موجبات الامن الاسرائيلي على حساب القضية المقدسة: فلسطين.