شكلت الامم المتحدة، منذ اقامتها باتفاق بين الدول العظمى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، ملجأ للدول الناشئة حديثة التحرر والتخلص من الاستعمار، ومنبراً للتظلم من ماضي القهر وانتزاع الاعتراف بها وبقضاياها المحقة التي غيبها وشوهها القهر طويل الامد.
كان هدف الدول العظمى أن تجعل هذه المؤسسة التي تهيمن على “دولها” الجديدة والمستضعفة تدغدغ طموح الدول الناشئة إلى اثبات حضورها واسماع صوتها بمطالبها، فضلاً عن مطامحها.
ولقد تعاقب على موقع الامانة العامة لهذه المنظمة الدولية عدد من الشخصيات الدولية أشهرهم بالتأكيد داغ همرشولد، سويدي الجنسية، الذي لعب دوراً مميزاً في معالجة القضايا موضع النزاع الدولي، واستقبله العالم كله كشخصية ذات افق ثقافي رفيع وذات نزعة واضحة إلى تحقيق ما أمكن من مطالب الشعوب الطامحة إلى الاستقلال.
كذلك فبين الشخصيات الدولية ذات التأثير كورت فالدهايم نمساوي الجنسية ويو ثانت القادم من بنتاناو في ميانمار وهي في جنوب شرق اسيا المعروفة ايضا ببورما.
بعد هؤلاء لم يعد مهما اسم الامين العام ولا دوره، لا سيما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي ومعسكره الاشتراكي، وهيمنة الادارة الاميركية على القرار الدولي.
الامين العام الحالي، والذي “انتخب” في ايلول الماضي، في مستهل الدورة الجديدة لأعمال الجمعية العامة للمنظمة الدولية وهو السيد انطونيو غوتيريس برتغالي الجنسية، فاجأ العالم عموماً، والدول العربية والاسلامية خاصة، بالدعوة إلى تجريد “حزب الله” من سلاحه..
وبغض النظر عن أن مثل هذ الموقف يتجاوز صلاحيات هذا المسؤول الاممي الذي يتعامى عن الانتهاكات الاسرائيلية اليوم في فلسطين وخارجها، وأشهرها واحدثها تلك الحرب التي شنها العدو الاسرائيلي على لبنان في تموز من العام 2006… فضلاً عن انتهاكاته الدائمة لسيادة لبنان وسوريا، فان كل مهتم بشؤون المنظمة الدولية يعرف ما يكفي عن الظلم التاريخي الفاضح الذي لحق بشعب فلسطين والمستمر بغير خوف من عقاب او تأنيب او حتى لوم.
انه موقف منحاز لمستعمر استيطاني متوحش قام بالعدوان وأخرج بالقوة شعباً عظيماً من ارضه وبلاده التي كانت دائماً بلاده… وكان من ضحايا اجرامه في حروبه المتكررة شعوب مصر وسوريا ولبنان والاردن، اضافة إلى شعب فلسطين.
هل من يسائل هذا المسؤول الاممي الكبير؟.
أم أن العرب قد اندثروا اوانهم قد غابوا عن الوعي ونسوا تاريخهم وقضيتهم المقدسة؟!