تبذل فلسطين دماء شهدائها وجرحاها من شبابها الذين ولدتهم النكبة، كل يوم، توكيداً لهويتهم المستمدة من ارضها المقدسة التي تضم رفات اهلهم، آباءً واجداداً واجداد الاجداد.
وتبقى لأيام الجمعة من كل اسبوع مكانتها المميزة: انه الموعد الذي لا يغيب عنه اي قادر على المشي نحو جدار الفصل العنصري، ورفع الصوت بالنداء المقدس:
بلادي، بلادي، بلادي ……….. لك حبي وفؤادي
يقف ابناء الارض امام جدار العنصرية الذي يحمي مصادرة الارض المقدسة، ومنع ابنائها من أن يكونوا منها وفيها ولها.. ولكنهم يصرون على التمسك بأرضهم ولو فرض عليهم هذا الواجب المقدس أن يستشهدوا فيها ولها، فتبقى لهم ويبقون فيها وارواحهم ترف فوق مدنها وقراها ومخيمات اللاجئين في ارضها ارضهم، وتحت سمائها، ينعشهم هواؤها الذي يقوى التآمر على تدنيسه او التدخل في مسراه بين الروح ومصدرها، بين الايمان ومبعثه.
غزة، الآن، فلسطين.. كل فلسطين: يسقط الاحتلال عند اعتابها، وترتفع الروح المعنوية للأشقاء، داخل فلسطين ومن حولها، بحدود الوطن العربي جميعاً، لبنان وسوريا والعراق حتى اليمن ، ومصر وتونس والجزائر والمغرب، مع افتقاد شبيه لعمر المختار في ليبيا.
غزة اليوم هي الامة جميعاً. من الخليج الغارق في نفطه إلى المحيط الاطلسي المتجمد عند قداسة “الخليفة” بينما الثورة الشعبية في الجزائر تجدد نفسها بنفسها، بالاندفاع والهمة والاستعداد لافتداء حقهم في التغيير بأرواحهم..
غزة اليوم في كل ارض عربية.. فكل ارض عربية هي فلسطين.
الحرية هي فلسطين، والعزة فلسطين، والعروبة فلسطين، والتحرر فلسطين.. ولا غد بفلسطين يكون بها او لا يكون او لا يكون للعرب غج، بينما التشدق بأمجاد الماضي كلام في الهواء لا ينفع في تغطية بؤس الحاضر، ولا الخوف من اغتيال المستقبل بالذهب ولو تم تدمير الامة وتاريخها ماضياً وحاضراً ومعه الحلم بغد أفضل.