يتابع الرؤساء، العامل منهم والمستقيل والمستنكف، بمن فيهم المستقيل ـ الباقي في منزله لا هو يشكل الحكومة فيريح ويرتاح،
يتابع هؤلاء نشاطاته العبثية، فيستقبلون ويودعون، ويرتاحون بعد الظهر وينامون بعمق في الليل. وبرغم أن رئيس الظل جبران باسيل يخفف من ظهوره الغني وتصريحاته الاستفزازية ولقاءاته العلنية والاخرى السرية التي “تحرق” المرشحين لرئاسة الحكومة، وتزيد من الاشتباه في تحركاته واهدافها، الا انه يصر على تمثل دور رئيس الجمهورية، بوصفه الصهر المميز، وسند الظهر الذي لا يستغنى عنه، فيكثف لقاءاته السرية والعلنية ويكلف من يرتئي لرئاسة الحكومة… ثم يتركه ليواجه الناس ويذهب باحثاً عن مرشح آخر، دون أن يغفل عن زيارة “بيت الوسط” بين حين وآخر ليطمئن ساكنه إلى انه وحده المرشح المؤهل والقادر والمطلوب لرئاسة الحكومة.
…بينما الشعب في الشارع، لا يبارحه نهاراً وليلاً، ايام الصحو كما في ايام المطر، يهتف على مدار الساعة: “ثورة، ثورة.. كلن يعني كلن!”.
في هذه الاثناء تتفاقم الازمة المالية، بل الاقتصادية، حدة، وتقتحم اشباح الجوع والعوز بيوت المواطنين، خصوصاً مع تزايد أقدم الشركات وارباب العمل على صرف الموظفين او الجزء الاكبر منهم، او تخفيض مرتباتهم واجورهم بداعي الازمة الاقتصادية التي تمسك بعنق البلاد والعباد.
عند السادة الرؤساء الحاليين، كذلك السابقين، والوزراء والنواب ما يكفي من الاموال والتموين.. والمطار مفتوح لمن يريد الذهاب في اجازة ليرتاح من المشهد المتعب في وطن الارز.
اما الناس، الناس الطيبون، أي اكثرية هذا الشعب الذي اكتشف قدراته عبر هذا الحراك الممتاز، فليس امامه غير الثورة حتى منتهاها: أي اسقاط حكم الفاسد، بكل مواقعه، وتنظيم صفوفه واختيار قيادته المؤهلة لمباشرة مهامه في العهد الجديد..
ولتصل الثورة إلى خاتمتها المرتجاة!