§ ما أعظم الشعب حين يستعيد وعيه بواقعه واسباب ظلمه وغياب العدالة في حين يستمتع اهل الحكم بالأبهة والعزة.. وأموال الشعب الذي غرق، أكثر فأكثر في ذل الحاجة والعوز.
لقد كشفهم جميعاً ففضح فسادهم علناً وأدانهم بممارساتهم، ولم يجرؤ أحد منهم على مواجهة الناس ودحض اتهاماتهم وكشف مصادر ثرواتهم المنهوبة من عرق الناس وخبزهم وحقهم في الغد الافضل.
انه الشعب الذي له الكثير من صفات العزة الالهية: فهو صاحب القرار، وصاحب الحق بمحاسبة الفاسدين ـ المرتشين ـ ناهبي الثروة الوطنية وخبز الناس المجوعين.
§ ليس معقولاً، في وطن الارز وقرى الاصطياف الجميلة والاستراحات والمسابح البحرية الانيقة، والقصور والفيلات الفخمة والطائرات الخاصة التي تكاد تغطي نصف مدارج المطار..
ليس معقولاً في هذه الدولة ذات الاربعة ملايين نسمة، بينهم مئات الالوف من اصحاب المؤهلات العالية، أن تكون نسبة الفقراء من أهله بهذا الارتفاع، خصوصا بعد الازمة المفتوحة التي تعيشها الطبقة المتوسطة فتنهكها وتدفعها إلى تحت.. إلى جانب المفقرين بالبطالة وافتقاد فرص العمل.. وعدالة الدولة ونظافة مؤسساتها.
§ ليس غريبا أن توصلنا الاحوال السائدة إلى ثورة الغضب..
في بلاد الآخرين ينقسم الناس طبقيا إلى فئات ثلاث: أغنياء، متوسطي الحال والفقراء..
أما في البلاد المتحضرة فينقسم الناس إلى فئات: الفقراء اصلاً، وابناء الطبقة الوسطى الذين أفقروا قصدا ثم المستفيدين من فساد السلطة بكنز الثروات الحرام، واستغلال الدولة لنهب مواردها، وسرقة الشعب، خصوصاً مع سقوط الخوف من المحاسبة والعقاب، والاتجار باحتياجات الناس عبر الاحتكارات التي باتت تشمل كل ما يحتاجه الناس: العقار، اقساط المدارس الخاصة بعد اهمال بل محاربة المدرسة الرسمية والجامعة الوطنية، والطبابة والدواء وانعدام فرص العمل.
يعيش صاحب الفخامة بي الكل، واصحاب الدولة الحاليون والسابقون مع دعوة لإطالة اعمار اصحاب المعالي والسعادة .. وليسقط الشعب اللبناني الذي “كان” عظيماً..