في خطابه أمام مجلس الأمة قال الرئيس رجب طيب أردوغان أن عمليته تهدف إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية! لكنه، وفي الخطاب نفسه، يضيف محذراً أوروبا أنه لو اعتبر الاتحاد الأوروبي العملية التركية اجتياحا، فإنه سيفتح الأبواب أمام ثلاثة ملايين وستمائة ألف لاجئ سوري جديد، سيغزون حينها ـ والإضافة من عندي ـ كجحافل البرابرة القارة العجوز…
لا أدري إن كان أردرغان وكتبته يعون التناقض الفاضح في الخطاب نفسه، بين ادعاء الحفاظ على الجغرافيا السورية، وإستخدام سكانها السوريين كقطيع يملك هو وحده مفاتيح حظيرته.
لا أهمية! وبالنظر إلى المواقف الدولية المتراوحة بين المنددة والمتفهمة والمؤيدة، يبدو أن حجم التفاهمات أكبر من حجم الخلافات، وأن حجم المستور من الصفقات يفوق حجم المكشوف منها.
وحده السوري ممنوعٌ عن البساطة، كردياً أو عربياً، لاجئاً أم نازحاً، قتيلاً أم شهيداً… وحده يتأرجح بين كتل من نار، يقذفه تحالف، يلتقطه تيار، يتاجر به قواد، يتلفت فلا يجد سوى الريح، يمسكها فتتسرب من يديه، لا تذهب ولا تختفي، تُصفر، ثم تُصفر فيصّمُ أذنيه، أو يفتح ذراعيه، ثم يهوي لا يفاجئه شيء!