تفجر غضب الناس بعد دهر من الصبر والانقسام المفتعل والمحاولات المستمرة لإثارة الفتنة وإعادة حبس الناس في طوائفهم بحيث لا يتضامن السني مع الشيعي أو الماروني مع الكاثوليكي او الدرزي مع العلوي ومع البروتستانتي الخ..
انتبه الناس إلى انهم اخوة بعد تفريق مقصود وتحريض دائم ورمي الناس في هوة الاحقاد الدينية وذكريات ايام حروب الطوائف التي انتهت بإلغاء “الشعب الواحد” وتقسيم الشعب المنقسم على ذاته بفعل زعاماته واقطابه الذين استهلكوا جيلين بل ثلاثة من اجياله، ورموه في غياهب الصمت والإهمال.
انتبه الناس إلى أن الدولة ليست دولتهم..
انتبهوا إلى انهم رعايا طوائف ممنوعة من التوحد، بزعامات لا تموت،
انتبهوا إلى انهم منهوبون، مُفقرون، منسيون، زعاماتهم لا تتذكرهم الا في مواسم الانتخابات… بل أنهم مسخرون لخدمة أسيادهم الذين يذلونهم ويستعبدونهم ويلغونهم من حسابهم حين يتقاسمون الغنائم.
كيف يكونون مواطنين ولا دولة، والطبقة السياسية تتوحد لتقسيمهم، وتتكاتف في حرمانهم، ولا تطمئن فتحكم هانئة الا اذا افترق الناس وتنازعوا واختلفوا وسرت في صفوفهم نار الفتنة.
يتنبهون إلى أن زعامتهم ثابتة، دائمة، فان غابت او غُيبت لظروف قاهرة، عادت او أعيدت إلى السدة معززة، مكرمة، وكأن الشعب هو ناكر الجميل.
لم يعرفوا في تاريخهم السياسي الطويل الا هذه الوجوه الكالحة المستمرة فوق مقاعد السلطة منذ ثلاثين سنة او يزيد.. وكلما مات منهم “كابر” جاء ابنه إلى موقع الزعامة على أسنة الرماح!
لا بد من انقسام الناس وتفرقهم ليبقى الزعماء وكأنهم مخلدون، واسلحة الشر والتقسيم والفرقة كثيرة أخطرهم المذهبية ووالدتها الطائفية التي ترفع الاسوأ وتذل الاكفاء وتزكي الحرامي وناهب اموال الناس على الشريف الذي يخاف الله ولا يمد يده إلى الحرام مكتفياً بعرق الجباه من اجل قوت العيال وكلفة الطبابة والتعليم.
ولكن… لا بد أن ينتبه الناس إلى واقعهم الرديء والمهين، ولا بد أن يستجيب القدر.