ما زال الحكم في لبنان يتصرف على أن “الوطن” هو “المتصرفية”، اما المحافظات الاربع الباقية، أي الشمال والبقاع والجنوب والعاصمة بيروت، فقد تم ضمها اليها لتكبير مساحته، من دون أن يكون لأهلها، أي ثلاثة ملايين ونيف من أصل حوالي اربعة ملايين نسمة، رأي فاعل او مشاركة جدية في القرار.
القصر الجمهوري الذي كان في قلب بيروت (القنطاري) والذي اشتراه في وقت لاحق، وبالتحديد مع انتهاء ولاية كميل شمعون، الرئيس الراحل رفيق الحريري،انتقل إلى بعبدا ـ في جبل لبنان ـ التي كانت مركز المتصرفية… أما مصيف الرئاسة ففي بيت الدين مركز الامارة الشهابية (للتذكير فقط: غَيّرَ الامير بشير الشهابي دينه اكثر من مرة، اذ وُلد مسلماً من اهل السنة، وعاش درزياً، ومات مسيحياً في منفاه بمالطا..)
..ثم أن رئيس الجمهورية كان يتمتع بصلاحيات مطلقة: هو من يختار الوزراء ويسمي من بينهم باش كاتب برتبة رئيس الحكومة، وهو من يسمي رئيس المجلس النيابي وغالبية النواب، تحوطاً لأي تطور مفاجئ.
من هنا فان بيت الدين هي مصيف صاحب الفخامة، وليس بعلبك مثلاً، او الضنية في الشمال او جزين في الجنوب (وقد كانت دار علم وفقه في سابق العصر والاوان) ولا مشغره في البقاع او جارة الوادي، زحلة، أو في منطقة عاليه، واستمر مع كميل شمعون ابن دير القمر، الخ..
وها هو الرئيس ميشال عون، المولود في حارة حريك، قضاء بعبدا، قد قصد بيت الدين لكي يمضي بضعة ايام في قصر المير بشير (الذي تقيم فيه السيدة نورا جنبلاط مهرجان الغناء والموسيقى، كل صيف)..
ولقد زار وفد نيابي ـ وزاري فخامة الرئيس مرحبا باسم وليد جنبلاط وداعيا فخامته إلى زيارة وليد بيك في المختارة.
وشهير هو الصراع التاريخي بين الامير بشير الشهابي والشيخ بشير جنبلاط، جد وليد!
يا جارنا لو زرتنا.. كنا الضيوف وأنت ربُ المنزلِ!