احتلت الثرثرة الرسمية، حكوميا ونيابيا (وحزبيا) شاشات التلفزة وأخبار الاذاعة، فضلا عن منصات التواصل الاجتماعي والموضوع واحد: الغلاء الفاحش الذي يلتهم الفقراء والطبقة المتوسطة ويكاد يطاول من كانوا في حكم الاغنياء، اقله بالعقار، ارضا وبناء..
ولقد تناوب على التحذير من الاوضاع الاقتصادية كل من رئيس الحكومة (وهو ممن أنعم الله عليهم بثروة محترمة)، والوزير الدائم للمالية (وهو ممن انعمت عليه الظروف بهذا المنصب المذهب في حكومات عدة)، وانضم اليهما من خارج التوقع رئيس الظل برتبة وزير الخارجية الدائم، ووزير الظل لوزارات أخرى ابرزها الطاقة جبران باسيل..
تحدث هؤلاء المسؤولون الكبار وبعض معاونيهم وانصارهم، عبر الشاشات وميكرفونات الاذاعات، خاصة وعامة، عن ضرورة ترشيد الانفاق، وشد الأحزمة… ولام بعضهم “الحكم”، مشيراً إلى الحكومات السابقة (وقد كانوا جميعهم فيها)، واجتمعوا على الشكوى من الهدر، ودافعوا عن رواتب “الكبار” و”اصحاب الحظوة” لدى الكبار.. واستكثروا على الموظفين وصغارهم بالذات ما يتمتعون به من “امتيازات” و”تقديمات”..
تحدث هؤلاء، ومعظمهم في الحكم منذ سنوات طويلة، عن ضرورة ترشيد الانفاق، ودافعوا عن المخصصات الاضافية التي يحظى بها “اعوانهم” من كبار الموظفين والمتعاقدين الخ..
ولقد ضحك المواطنون وهم يستمعون إلى هذه التصريحات الشاكية حتى البكاء ورددوا المثل القائل: رمتني بدائها وانسلت.. وهو ما يعادل بالعامية: ضربني وبكى.. وسبقني واشتكى!