صار للسعودية ومعها دولة الامارات العظمى وامبراطورية البحرين أكثر من سفارة وأكثر من سفير في لبنان..
ولا أهمية في مثل هذه الحالة للمناصب: يكفي قائم بالأعمال، او مستشار، او دبلوماسي عابر في طريقه إلى موقعه خارج بيروت، للقيام ببعض المهام الخطيرة، او لينفذ امراً عاجلاً لا يحتمل التأخير..
ثم أن هؤلاء الدبلوماسيين الخطيرين لا يعرفون ما يتجاوز المهمة التي كلفوا بها، فان نجحت فبجهودهم، وان فشلت فالمسؤولية تقع على عاتق من كلفهم ولم يشرح لهم طبيعة المهمة، وما يتوقع من نتائج لها قد تتجاوز تصوراتهم..
موظفون صغار لمهام جليلة: هذه طبيعة الدبلوماسية الخليجية الراهنة، وبينها الاتصال بالقيادات السياسية، وتوجيه الدعوات لزيارة الرياض او ابو ظبي او المنامة، او اللقاءات في باريس او لندن او عاصمة، الكون واشنطن… وأحيانا تسليم الامانات الذهبية في غرف مغلقة، ومن دون شهود.
ولان مهمات هؤلاء جليلة، ومستعجلة، لا تحتمل التأجيل او التأخير، فلابأس في أن يكون اللقاء “بين موعدين”، وان كان يحظر أن يكون علنيا او أن يشهده او يشهد عليه “ثالث”..
ربما لهذا يتوقع اللبنانيون تطورات، وبالتالي أخباراً غير مفرحة، سياسياً بالأساس، وربما “امنية”، كرد على “الخيبة” التي مُنيت بها السياسة الخليجية والتي بلغت ذروتها المرة مع النتائج الانتخابية..
والسؤال: أين سيكون الرد، وكيف سيكون، وهل سينحصر في السياسة، ام هل يتمدد حتى التفجر أمنيا في اكثر من منطقة؟