عن كبار لا يموتون

الدكتور عصام الزعيم

قبل عشر سنوات وثلاثة أشهر، رحل عن دنيانا الدكتور عصام الزعيم المثقف الكبير والخبير الدولي الممتاز في الادارة وشؤون التخطيط والتنمية، والذي شغل الوزارة في واحدة من الحكومات السورية لفترة، فلما نجح فيها أقيل، ثم أُرسل إلى وزارة أخرى لا تليق به، ومع ذلك تحمل التبديل مكرهاً… لكنه وجد نفسه…

عن المبدع فناً وشعراً: صلاح جاهين

لم أعرف صلاح جاهين، على المستوى الشخصي، الا قليلاً.. لكنني حفظت الكثير من رباعياته عن ظهر قلب، وكنا ـ بعض اصدقائه وأنا ـ نترنم بها في السهرات ونستشهد بها في المحاورات، ونغني اشعاره الوطنية المجيدة التي خلدتها السيدة ام كلثوم بصوتها الذي لا مثيل له ولا شبيه، وكذلك التي غناها…

عبد الرحمن الابنودي: الصعيدي الذي غنانا الوطنية

عاش عبد الرحمن الابنودي في قلب الثورة فجعلته شاعراً كبيراً، ثم جاءت هزيمة 1967 فزادته ايمانا بالشعب وقدراته، وان فجعته بالقيادة التي ضيعت، لأسباب عديدة بينها الشخصي، وهج الثورة وامكانية النصر الذي سيتأخر قبل أن يتحقق في الميدان العسكري بعدما ضيعت نتائجه مع التفريط السياسي بدماء الشهداء وعروبة مصر، وعزتها….

سيد مكاوي: الفرح غناء وموسيقى..

عشر سنوات مرت على غياب الرجل الذي غنانا حتى الرقص وابهجنا طرباً حتى النشوة، وجعلنا نجاور النجوم والقمر في الآهات التي كنا نستقبل بها الحانه التي تضج بالفرح: سيد مكاوي. لكأن العبقرية تزداد تألقاً مع انطفاء النظر فتعوض البصيرة والاحساس المرهف وتذوق الجمال في الصوت والموسيقى والعجز عن الرؤية المباشرة…

عن احمد بن بله الذي لا يغيب..

أسعدني زماني بأن أتاح لي أن اشهد، حاضراً، عودة الجزائر إلى اهلها وهويتها وتاريخها بالثورة المجيدة التي انهت مائة وخمسين عاماً من الاستعمار الاستيطاني الفرنسي. كنت قد تلقيت عرضاً في صيف العام 1962 للذهاب إلى الكويت واصدار مجلة عن دار “الرأي العام” لصاحبها عبد العزيز المساعيد، فاشترطت ـ للقبول ـ…

عن حسين العودات في ذكراه

مرت الذكرى السنوية الثانية لرحيل المفكر والكاتب والباحث حسين العودات والناس غارقون في احزان سوريا التي تغتال ألف مرة في اليوم، فلم يستذكره الا بعض اصدقاء الغربة. وحده اسم قريته في حوران “ام الميادن” كان يعبر الشاشات بين الحين والآخر كشاهد على الدمار بل التدمير الممنهج الذي تتعرض له سوريا…

عن عبد السلام العجيلي ورقة هارون الرشيد

تتقلب في بحر المواجع حزناً على من كان بشارة بحياة أفضل لجيلنا ثم غادر، في قلب الكمد، بينما يعتصرنا الخوف على مستقبلنا وحاضرنا يغرق في دماء من كانوا مصدر الامل بغدٍ أفضل لأمتنا بمختلف أقطارها. ..ولقد أُتيح لي أن ازور الرقة مرتين: الأولى بدعوة من الروائي الممتاز “طبيب الامة على…

عن كمال جنبلاط والعروبة والديمقراطية في… غدنا!

كنت يافعاً حين التقيته أول مرة، في دار المختارة، فبهرني بداية بتواضعه: سلوكاً ولباساً وصوتاً خفيضاً وابتسامة تلتمع بداية في عينيه قبل أن تضيء وجهه، ثم بقدرته على الجمع في الاهتمام بين بسطاء الناس المحتشدين في القصر ومن حوله، الذين شدتهم الشعارات المدوية بوعدها المثير: وطن حر لشعب سعيد.. وبين…

عن المبدع زكي ناصيف..

لم يعرف اللبنانيون، ومعهم الجمهور العربي العريض، ملحناً عظيماً، شديد التواضع، غني الذاكرة الموسيقية بالألحان السريانية والشرقية عموماً واساليب الغناء في دنيا العرب كما الغرب، مثل المبدع زكي ناصيف. تقول ذاكرته كما سجله العائلي: – ولد في 4 تموز 1916 في بلدة مشغره في البقاع الغربي. – والدته كانت صاحبة…

معروووف

كان عمر “السفير” 11 شهراً، حين اغتال “مجهولون – معلومون” الشهيد معروف سعد، في صيدا، بينما كان على رأس تظاهرة احتجاج ضد شركة “بترومين” التي كانت تعد لمشروع من شأنه أن يقضي على رزق الصيادين. ولقد أحدث هذا الاغتيال زلزالاً في لبنان .. ولا يستبعد أن يكون من خطط له…