عن كبار لا يموتون

في ذكرى من لا يموت: غسان كنفاني..

أكتب إليكم من عكاما زلنا نعيش مناخات ذلك الصباح الأغبر ليوم السبت في الثامن من تموز 1972.ما زلنا في موقع الشهيد، إذا ما أسعدنا الحظ، وفي موقع الضحية لطموحها المستحيل إلى حقها الذي يوغل مبتعداً عن مدى الأمل.وفي موقع اغتيال الشهيد الذي صار عنواناً لبعض تاريخنا الحديث، غسان كنفاني.تلقيت الرسالة…

التقينا في الأمكنة جميعا إلا حيث يجب

في ذكرى غسان كنفاني كي لا ننسى فلسطين يوم السبت، الثامن من تموز سنة 1972، وعند الساعة الثامنة صباحا، دوى انفجار مكتوم في محلة مار تقلا الحازمية، في الضاحية الشمالية لبيروت: كانت تلك اول عملية اغتيال ينفذها الموساد الإسرائيلي في لبنان بالتفجير عن بعد، وانتثر جسد غسان كنفاني ودمه فغطى…

رحيل قلم رصين: وليد عوض..

غيب الموت صحافياً رصيناً وقلماً لم يترك موضوعاً إلا عالجه وذاكرة مضيئة احتفظت بخبرات ثمينة من تجارب في صحف ومجلات عدة قبل أن يتفرغ الزميل وليد عوض لإصدار مجلته “الأفكار”. ولقد عانى الزميل الهادئ والمبتسم غالباً ما يعانيه المغامر الذي يرى نفسه صاحب قضية مع شركات الإعلان، وشركة التوزيع، ومع…

رسالة إلى الذي لا يغيب

لم نتعود التخاطب كتابة يا ابا الزوز. كنت قليل الكلام. وكنت أقرأ عينيك وأثرثر في محاولة ترجمة ما تفكر فيه، وغالباً ما أعجز عن القراءة، فأنتظر أن تختفي لأفهم ما كنت تفكر فيه، وما ستحاول تبريره بعد سنوات من النسيان. كنت تغيب فلا تغيب، وتحضر فتعود إلى طاولتك وأوراقك وكأنك…

في ذكرى أحمد زويل

يصادف اليوم 2 آب ذكرى وفاة العالم المصري أحمد زويل، وتكريما لدوره في الانجازات والاكتشافات العلمية نعيد نشر المقابلة التي اجريت معه خلال زيارته لجريدة “السفير” في 26 حزيران 2006. “السفير” تحاور العالِم المصري حائز جائزة نوبل عن أبحاثه ورؤيته لمستقبل البحث العلمي أحمد زويل: “الفمتو ثانية” بداية في رحلة…

Share

By

الحاضر في ذكرى غيابه: بهجت عثمان.. سلاماً!

لأن “بهاجيجو” حاضر لا يغيب، قررنا استعادته مكتوباً بعدما أخذ ريشته ومضى. *** كمثل الشعاع الأخير للشمس، كمثل تلاشي الصدى المبهج لضحكة طفل رقراقة الصفاء، كمثل ريشة وصلت بخط الضوء إلى نهاية الشفق فطوت نفسها على فكرتها بصمت جليل يليق بالدعاة والمبشّرين بغد أفضل، كذلك جاء انسحاب بهجت عثمان من…

حسين العودات: الحوراني الذي ضاق السجن بثقافته..

عرفت سوريا أكثر ما عرفتها من «الحوراني» الأصيل حسين العودات الشهير بأبي خلدون والذي تآخت عائلتي مع عائلته أبناء وأحفاداً في السراء والضراء. تعارفنا في أواخر الستينيات وعاشت صداقتنا حتى رحل، قبل سنة تقريباً.. وقد توطدت الصداقة مع هذا البعثي السابق اليساري العروبي التقدمي بغير تعصّب، مميز الثقافة والمعرفة بالتفاصيل،…

“هيكل” الصحافة العربية: كتب تاريخنا ومضى..

اختار «الأستاذ» لحظة رحيله. أغلق الباب على نفسه حتى لا تهتز صورته في عيون أفراد عائلته، أراد أن يظل «قوياً» أمامهم حتى النفس الأخير.. وكان قد حدد كل التفاصيل بالدقة التي طالما ميزت حياته: الصلاة عليه في مسجد سيدنا الحسين، والموكب إلى المدفن العائلي في مصر الجديدة بسيط وبلا رسميات….

نسيب لحود: الثنائي الراقي

لم تعرف الحياة السياسية في لبنان رجلاً بدماثة نسيب لحود ورقته ورفعة تهذيبه ونبذه للطائفية وإيمانه بوحدة الوطن وشعبه. ولعله قد اكتمل رفعة في السلوك وحسن الضيافة بزوجته السيدة عبلة فستق التي اضفت على المنزل الانيق رحابة في التفكير والمشاعر. كنا نتبادل الزيارات وأحاديث الهموم والمفارقات السياسية التي لا تستقيم…

في وداع مصطفى ناصر..

تكتسب حياتنا قيمتها من انجازنا، وأحد عناوين الانجاز اصدقاؤنا، كباراً بنفوسهم، قبل الثروة والجاه والمناصب وبعدها. وكلما خسرنا صديقاً أصابتنا الخسارة في قيمة حياتنا وجدواها، فخسارة الصديق خسارة في العمر وفي جدوى الحياة. انها تعني اقتطاعاً من الحياة لحساب العدم، ولا تغني الذكريات عن اصدقاء العمر ورفاق الدرب في مسالك…