آخر

لا يستأذن الموت، ولا يطرق الباب منذراً: يسقط علينا فيغرقنا في أحزاننا، لا ملجأ لنا إلا الإيمان بقدرنا وبأن الموت…

لم تكن المعركة متكافئة، يا أبا علي… مع ذلك فقد خضتها كفارس: تصارع الداء بشجاعة، مطمئنا الأصدقاء، مستعيناً برفيقة العمر…

تليق بك التسعون أيها الأستاذ الذي قرأ الماضي بعقله وكتب المستقبل من قلب معرفة الحاضر بوقائعه وصناعه. ويليق بك التكريم…

… وكيف يأتيك الموت أيها الرجل الطيب الذي يتحدث بعينيه ويسمع بقلبه، ويقرأ كثيراً ويكتب قليلاً، ويرتكب جرم التفكير، ويحتكم…

للوهلة الأولى تلقينا الخبر وكأنه واحدة من مداعبات ذلك الرجل الذي كان مجرد وجوده في أي لقاء أو حفل أو…

… وجاءت الخاتمة الطبيعية التي أرادها عماد الأسعد المحطة الأخيرة في رحلة العذاب التي استطالت أكثر مما يطيق: دخل قوقعة…

مع رحيل عدنان عرقجي، تفقد بيروت شيئاً من روحها وحيويتها وقدرتها الفائقة على الصمود للمحن محتفظة بنكهتها المميزة التي طالما…

…ولقد عشت حياتك، يا أبا زياد، كما تحب أن تعيش يا شيخ الشباب. بدأت من الصفر لا تملك إلا إرادتك…

لم تفاجئنا، يا أبا شريف، برحيلك الذي تأخر بمسافة مليون قذيفة ومليون صاروخ ومليارات الرصاصات التي نخرت جسد سوريا ودمرت…

ودّعت بيروت، أمس، واحدة من سيداتها الفاضلات، وخسرنا «جارة» عزيزة، كنا نستأنس بجيرتها، وتسعدنا لقاءاتها الغنية بالمعرفة والتحليل وخبرات الحياة.…