ارتكب مسعود البرازاني خطيئة ثانية او ثالثة او رابعة حين أصّر على مواراة جثمان الرئيس العراقي السابق جلال طالباني في مدينته السليمانية من دون السماح بمروره في بغداد التي عاش فيها أكثر مما عاش في كردستان العراق.
جلال طالباني كان زعيماً عراقياً كبيراً، وليس مجرد “زعيم ثانٍ” في كردستان العراق.. ثم انه كان رئيس دولة العراق، ومن حق دولته أن تشيعه كرئيس سابق وكعظيم دائم عند العرب كما عند الكرد.
وهكذا يأخذ الغرور مسعود البرازاني من الاخطاء إلى الخطايا، ومن التمرد السياسي ـ العسكري إلى ضرب ركائز الوحدة المؤكدة تاريخياً بين العرب والكرد في العراق.
مع ذلك سيبقى جلال طالباني من رموز العمل الوطني والقومي في العراق، بل وفي الوطن العربي عموماً، وهي مكانة يعمل البرازاني يومياً على محاولة الانقاص منها فلا ينجح الا في انقاص مكانته بل.. وشرعيته، حتى كزعيم كردي بعدما حرقه تفرده من أن يكون زعيماً عربياً مثل الراحل الكبير “مام جلال”.