تتكشف، يوما بعد الآخر، اسرار القصور والعلاقات الحميمة في ما بين الشيخ محمد بن زايد، ولي العهد في دولة الامارات العربية المتحدة، والامير محمد بن سلمان، ولي العهد (المفرد بعد خلع الشريكين السابقين الامير مقرن بن عبد العزيز ثم الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز).
أن الوقائع، التي تواترت خلال السنوات الثلاث الاخيرة، تشهد بان علاقة خاصة وحميمة بل استثنائية تجمع بين وليي العهد في كل من دولة الامارات المذهبة والمملكة العربية بشعارها المعروف: السيف والنخلتين وجملة “لا إله الا الله، محمد رسول الله”.
فما بين الشيخ محمد والامير محمد يتجاوز علاقات الاشقاء والانسباء والشركاء لتكون فريدة في بابها بين الحكام المذهبين.. ومداها يتسع ليشمل الدول الخليجية المحيطة، ومصر، انطلاقاً من العلاقة الاستثنائية مع واشنطن.
وفي ما خص هذه العلاقات فان محمد بن زايد هو الذي فتح ابواب البيت الابيض امام الامير محمد بن سلمان..
ذلك أن الشيخ محمد بن زايد يعرف دونالد ترامب، رجل الاعمال، قبل أن يصل إلى موقع الرئيس.. ولترامب انشطة واعمال وعمارة تحمل اسمه في دبي… وهو من رتب اول لقاء لولي العهد السعودي مع “الرئيس” دونالد ترامب.
كذلك فان محمد بن زايد هو الذي افسد العلاقة بين محمد بن سلمان و”الحمدين” في قطر: حمد الامير وحمد بن جاسم الشريك ووزير الخارجية طوال عهده، وكانت هذ العلاقة جيدة بين الملك سلمان والحمدين.
ثم أن محمد بن زايد هو الذي “نظم” العلاقة مع مصر، ثم بين مصر والسعودية..
واشتد عداء محمد بن زايد لقطر عندما وقفت الامارة من غاز ضد توسعه حتى حدود ليبيا وتدخله في اعادة صياغة اوضاعها السياسية بعد خلع القذافي.
كذلك فان محمد بن زايد هو الذي حذر محمد بن سلمان من الاخوان المسلمين، وحرضه ضدهم حتى اعتقلهم وطرد قيادييهم.
ويقال أن الادارة الاميركية، قبل ترامب، كانت تريد محمد بن نايف ملكاً على السعودية، بوصفه ولياً للعهد… لكن محمد بن زايد لعب دوراً في تقريب محمد بن سلمان، فبردت حماسة واشنطن لابن عمه ولي العهد الاول.
وقد لعب محمد بن زايد دوراً مهماً في ترتيب أن تكون السعودية هي المحطة الأولى لترامب في جولته الخارجية الأولى.. وبعد هذه الزيارة انجز محمد بن سلمان، بدعم من والده “الانقلاب” وتم خلع محمد بن نايف من منصبه كولي اول للعهد، تمهيداً لتفرد محمد بن سلمان باحتمال الوراثة.
ومعروف أن والدة الامير محمد بن سلمان من آل عثيلين، وهم من بدو عجمان، احدى مشيخات دولة الامارات.. وابرز اشقائه (من الوالدين) هو الامير خالد، سفير المملكة الحالي في واشنطن.
ويقول عارفون أن محاولة استرضاء جماعة الامير محمد بن نايف، الذي ليس لديه ابناء ذكور مستمرة وبينها تعيين الامير عبد العزيز بن نايف (نجل شقيقه) ليست كافية لإنهاء هذه الازمة.