هي خطوة جيدة أن يمكَّن المغتربون من الإدلاء بأصواتهم في السفارات اللبنانية في ديار الاغتراب، أو الإقامة المؤقتة خارج لبنان، بغض النظر عما أشيع وأذيع عن محاولات بعض المسؤولين والنافذين لاستغلال هذا “الحدث” التاريخي..
ولقد قدم الناخبون الذين ذهبوا إلى السفارات للإدلاء بأصواتهم صورة زاهية عن “اللبناني”، اذ تصرفوا بسلوك حضاري (ربما لأنهم أقليات في بلاد أجنبية..): تراصف “اليميني” و”اليساري”، “السني” و”الشيعي”، “الماروني” و”الدرزي”، وتقدموا إلى الصناديق في السفارات والقنصليات التي بذل فيها السفراء والقناصل وسائر الدبلوماسيين المعتمدين في تلك البلاد جهوداً مضنية لكي تنتهي “المعركة” بلا ضحايا.
يستحق هؤلاء الدبلوماسيون التحية: لقد تحملوا اياما من التعب والجهد والحرص على الحيدة وتأمين الجو الصحي للناخبين على اختلاف انتماءاتهم السياسية والطائفية والمذهبية.. برغم الانقسامات والانحيازات في الداخل.
…مع الامل في أن تنتقل “العدوى” من الخارج إلى الداخل، فتمر الانتخابات التي يزيد من حدتها “الصوت التفضيلي” على خير ومن دون ضحايا للديمقراطية اللبنانية الفريدة في بابها، حيث تحاول الطائفية والمذهبية أن “تتمقرط” في قلب المناخ السياسي العام السائد في البلاد والذي يصر على أخذ “الرعايا” إلى الفتنة!