ما اعتمد من لوائح انتخابية، أو مشاريع لوائح، حتى الساعة، يثبت نظرية ان القيادات السياسية المطهمة لا تعترف بمرور الزمن واختلاف الجيل الجديد عن أهله، كما عن سائر “الأهل”، لأن له مفاهيم أخرى، وقد قرأ منهم ما يكفي عن البرلمانات والانتخابات النيابية في بلاد العالم… المتقدم.
ان القوائم الجديدة تضم معظم النواب القدامى، من كان شاباً صار كهلاً، ومن كان كهلاً صار شيخاً أو توفاه الله، بينما النواب ـ أمد الله في أعمارهم ـ لا يتعبون ولا يشيخون ولا يتنحون حتى لأبنائهم.
لقد صارت بعض الأحزاب والحركات السياسية، سواء بين المسيحيين أو بين المسلمين، مثل قلعة بعلبك: أثراً فخماً وجليلاً من آثار الماضي، وقد يذهب الناس للفرجة عليه وليس لانتخابه ممثلاً لهم في غدهم.
ويتبادل الناس اليوم مسلسلاً من التشنيعات حول النواب الدائمين منها:
ـ لا يسقط النائب (أمد الله في أعمار الجميع) إلا بالوفاة، اذا كان على واحدة من اللوائح المحصنة.. أما ذا سقط قبل الرحيل فمن الممكن أن يعوض عليه باختياره وزيراً دائماً.. كما جبران باسيل.
ـ ترى هل ينتخب النائب لعمره، مهما طال، أم لمدة المجلس الذي قد يفوز بعضويته ثم يعتمد على تمديد الولاية الى ما شاء الله!
ـ هل تعتمد المدن والبلدات في الترشيح، أم تهمل الكبرى منها ليتم تمثيل الصغرى.. وما هو المعيار؟!
ـ لا تتساوى أعداد الناخبين طوائفياً في مختلف الدوائر، وهكذا سنشهد فروقاً جوهرية بين أصوات الفائزين بالنيابة.. وقد يكون الفائر بالأقل من الأصوات، لأنه لن ينشغل بمراجعات الناخبين.
ـ مرة أخرى، سيكون فوز سيدة أو اثنتين أو حتى ثلاث نساء في الانتخابات المقبلة واحدة من أعاجيب القرن الحادي والعشرين!