يمضي العدو الاسرائيلي في تنفيذه مخططه لابتلاع الضفة الغربية في فلسطين بالمستوطنات التي تتوالد كالفطر وتنتشر في مختلف بقاع الدنيا والتي لا يتورع “غيلانها” عن ارتكاب المذابح بحماية جيش الاحتلال.
آخر المدن التي تكاد تختنق بحصار المستوطنين هي الخليل، كليم الله..
وطبيعي أن يقاوم اهل الخليل بما ملكت ايمانهم جقهم التاريخي بالمدينة التي بناها اجداد الاجداد وعاشت فيها اجيال متعاقبة من ابنائها: الحجارة وتظاهرات الاحتجاج والاعتصامات، ومطالبة السلطة (العاجزة إلى حد الغياب) بالتدخل، ولكن ذلك كله يذهب مع الريح، في حين يواصل المستوطنون العمل في انجاز مشروعهم الذي يجعل مدينتهم ذات التاريخ “اسيرة”..
لا تهتم اسرائيل لتداعيات عملها العدواني هذا على المصالحة التي تمت أخيراً، وكأنما بسحر ساحر، بين القاهرة و”حماس” من جهة، ثم بين “السلطة” و”حماس” من جهة أخرى، دونما اعتراض او مشاغبة من العدو الاسرائيلي، على هذا التطور الملفت في العلاقة بين المعسكرين الفلسطينيين المتخاصمين..
.. ويغيب عن الصورة الساعون بالخير لإتمام هذه المصالحة، وأبرزهم ولي العهد في دولة الامارات الشيخ بن زايد،
كذلك يغيب عن الصورة، وان لم يغب عن مضمون الاتفاق رجل الامارات في فلسطين محمد دحلان، الذي عرفته المخيمات الفلسطينية في لبنان عبر “الشرهات” التي وزعتها قرينته على من والاها فشق عصا الطاعة على قيادة فتح..
وهكذا يكتمل غياب شمس الثورة الفلسطينية، من اجل التحرر والتحرير، ليشتد الصراع على وراثة السلطة التي لا سلطة لها بين فتح (او ما تبقى منها) و”حماس” (او ما تبقى منها)، ويجمع العدو الاسرائيلي المغانم متوجها بالشكر إلى السلطة في مصر التي مهدت له الطريق لتحقيق هذا “الانجاز التاريخي”..