تذكير: تاريخياً، ومنذ ١٩٤٨ لم ينجح أحد (أو لم يرد أحد؟) بجرجرة إسرائيل إلى أية حرب. الحروب الاسرائيلية العربية كانت غالباً وربما دائماً لأسباب اسرائيلية عميقة تغطي عليها حجج واحداث آنية تتوارى خلفها أسباب الحرب الحقيقية من قضم وضم وتهجير.
وعلى هذا، فإن السابع من اوكتوبر ليس سبب محي غزة وتدميرها وإن كان الفتيل الذي أشعل العدوان، كذلك الأمر فيما يحدث اليوم على الأرض اللبنانية.
سنتناقش طويلاً عن دور حزب الله وسننتقل بخفة من بلادة السخرية عن عدم الرد إلى بلادة إدانة الرد وتوريط البلد. وفي هذه الأثناء تتقدم جيوش وتتغير خرائط.
باختصار هناك من يحاول تحويل أنظمة وحكومات المنطقة كلها إلى نموذج السلطة الفلسطينية، أي إلى نموذج مشلول وقد نجح في أكثر من بلد عربي. كل من يخرج عن هذا الإطار يجب إقصاؤه. لسنا في عالم الملائكة، ولحزب الله ماله وما عليه من أخطاء، لكن وربما لأنه يعي حجم المعادلة، فإنه حاول ألا يُستدرج وألا يستدرج لبنان إلى المعركة، لكن هذا لا يطابق الحسابات الإسرائيلية التي نرى ترجمتها اليوم. أنها حرب على لبنان المأزوم والذي عاش كارثة المصارف والمرفأ وقبلها ـ ولايزال ـ الحروب والحسابات الاقليمية. وليس هناك لا عربياً ولا دولياً ولا محلياً من لديه خطة أو مشروع أو وسيلة (أو رغبة) بإيقاف الوحش.
وحيدون في وجه الوحوش وليس لدينا إلا ما هو غير كافٍ وهو اليوم أكثر من ضروري: اللبناني للبناني، وكلنا اليوم لبنانيون أمام العدوان، والفلسطيني للفلسطيني وكلنا فلسطينيون أمام كارثة غزة. لا شعار ولا مزاودة، أقولها انا السوري المجروح في وطنه وفي داره وفي منفاه، أقولها و”أنا يوسف يا أبي” أرددها من داخل الوجع الذي لم يكن إلا مشتركاً…