مع كل دورة انتخابية جديدة يدور الناخبون في لبنان على أسماء المرشحين على القوائم وحول من تضمه من “وجوه”، غالبها وارثة بالنسب او بالسلطة او بالمال او بها جميعاً، فينتهي الامر بعودة “الغالبية” من “الزعماء” و “الاحزاب” التي ورثت الاقطاع السياسي او اقتحمت المسرح بالنفوذ و”المال الحلال” إلى المجلس الجديد ـ القديم!
ومع كل دورة انتخابية جديدة تتزايد أعداد المستنكفين عن الادلاء بأصواتهم، لأنهم لا يجدون المرشح الذي يستحق اصواتهم ويقعدون في بيوتهم يتفرجون على اللعبة المُعادة والمكررة بحيث انها فقدت طرافتها، فضلاً عن احتمال أن تكون باباً للتغيير.
ثمة نواب في هذا النظام الديمقراطي استمروا في مقاعدهم نصف قرن او يزيد، والبعض تجاوزوا نصف اعمارهم في النيابة ممثلين لناخبيهم الذين لا بد أن يكون قد مات أكثر من ثلثهم وربما نصفهم، وحل محلهم فتية من الجيل الجديد.
كيف تستوي الديمقراطية مع الطائفية.. بل مع المذهبية؟
وكيف تستوي الديمقراطية مع الاقطاع المصفح بالطائفية؟
وكيف تقاوم الديمقراطية سحر المال الانتخابي الغزير الذي يعمي العيون احيانا او يغشيها بالذهب؟
مع ذلك فالنظام اللبناني ديمقراطي جداً، بل هو نموذج للديمقراطية اذا ما قُورن بأنظمة النفط والغاز والعسكر السائدة والقائدة في مجمل البلاد العربية..
حيوا معي الطائفية باعتبارها ـ في لبنان وفيه وحده ـ ولادة هذه الديمقراطية الفريدة في بابها..
نشر هذا المقال على الموقع في نيسان من العام 2018 ولا زال الحال على ما هو عليه!