ماذا يمكن أن يحدث بين رجلين من كبار المسؤولين في الدولة اللبنانية على امتداد لقاء مفتوح بدأ في السراي الحكومية واستكمل إلى مائدة غداء في “بيت الوسط” مستغرقاً خمس ساعات متصلة؟
ماذا تبادل الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية في حكومته (افتراضاً) على امتداد هذه الساعات الخمس؟
هذا مع العلم انهما كانا يتلاقيان دورياً في الجلسات المفتوحة لمجلس الوزراء والتي ناهزت العشرين جلسة حفلت بكل انواع الثرثرة والاخبار والافكار المبتذلة والنكات العتيقة، واضجرت اصحاب الدولة والمعالي فتثاءب بعضهم ضجراً، ونام بعضهم الآخر مستمتعاً برنين الكلمات والضحكات والاسئلة التي ما تزال معلقة في سقف السراي؟.
ماذا يخفي هذان المسؤولان الكبيران من أسرار عن مجلس الوزراء؟
هل هي تصفية حساب عن الصفقات السابقة، تمهيداً للاتفاق على قواعد اقتسام الارباح في الصفقات الجديدة؟
ام انها محاولة للتفاهم على التعيينات الجديدة، ومن وراء ظهور باقي الوزراء، سواء اكانوا حلفاء ام خصوماً؟
إن “الرئيس” خصم دائم لـ”حزب الله” في حين أن معالي الوزير المفخم حليف معلن لـ”حزب الله” مهما تزايدت الاشكالات والاعتراضات التي يمكن أن تحل عبر لقاء سري بين “السيد” ومعالي الوزير الحليف؟
ثم أن لقاء مفتوحاً بين رئيس الجمهورية والرئيس الحريري قد سبق لقاء الاخير بالصهر، خرج فيه الرئيس عون عن البروتوكول وواصل حديثه في البهو الخارجي للقصر، مما يدل على تفاهم ضاحك بينهما.. لعله مهد للقاء الخمس ساعات بين الصهر ورئيس الحكومة وغداء ممتع بعدما انقشعت غيوم سوء التفاهم وصفا الجو للوفاق؟
اللهم اننا لا ندعوك إلى رد القضاء.. بل إلى اللطف فيه!