شرط “الزعامة” في لبنان أن تكون “طائفية”..
ففي البلاد “زعامات” لكل طائفة، ترى نفسها المرجع الأخير للدولة ـ دولتها ـ في الشؤون الخارجية والاقتصاد والزراعة والثقافة والتعليم على وجه الخصوص: لكل طائفة مدراسها، بل وجامعتها كما تم الأمر حديثاً، ولها “مجالسها” التي تقرر مواقفها من الحكم والحكومة والشؤون العامة، بما في ذلك العلاقات الدولية، كما أن لها نظرياتها في الحكم والسياسات لا سيما الاقتصادية… وصولاً الى مكبات النفايات.
على هذا فالقرار الملزم معروف المصدر في مختلف الشؤون العامة: عدد النواب يحدده “التوافق” بين زعامات الطوائف بعدما اعترف الكل بالكل، وأن كانت قد روعيت المقامات والمرجعيات والتقليد الذي عدل فيه اتفاق الطائف، فزاد من الجرعة الطائفية فيه بذريعة اتمام التوازن.
لكن “الرئيس الأول” لم يستسلم لتحديد صلاحياته، وحاول تعديلها او تجاوزها، استناداً الى العرف، فكان الصدام الاول حول صلاحيات رئيس الحكومة، عند ترشيحه او خلال تشكيله الحكومة او بعد ذلك، وكم يحق له ان يسمي من الوزراء مقارنة بأعداد من يسميهم الرئيس الاول… بينما الرئيس الثاني يعتمد قاعدة “ع السكين يا بطيخ” و”كما تراني يا جميل اراك”.. هذا مع التساهل في قراءة أعداد ابناء كل طائفة وبالتالي حصتها من جبنة الحكم وموقعها فيه ومنه..
ولان” فخامة الرئيس” ليس علامة في التاريخ، لا سيما وانه يعتمد على ذاكرته الحية جبران باسيل، فهو يريد حصة وازنة في الحكومة، قد تتجاوز “الثلث المعطل”. وجبران الوزير الطائر يزايد على عمه طائفيا بحيث يستفز المسيحيين، بالموارنة والارثوذكس والكاثوليك وصولاً الى الارمن والاقليات، هذا قبل ان نصل الى المسلمين، سنة وشيعة ودروزاً وعلويين الخ..
البعض يرى انه بات للبنان رئيسين للجمهورية.. خصوصا بعد ما “عين” الجنرال عون صهره الطائر جبران باسيل كأقوى مرشح للرئاسة، وان المعارضين للعهد يعملون على “حرقه”.
الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري يمضي الوقت الضائع في رحلات استجمام تشمل السياحة وصيد السمك والتعرف الى جزر غير مثبتة على الخرائط المعتمدة..
ورئيس المجلس “يكرر” تعليقاته الضاحكة على الوضع السياسي البائس امام تجمع النواب الذي يلتقيه كل اربعاء، والتي أضيف الى نصابه القانوني نواب جدد بينهم “مراقب” من طرف “القوات اللبنانية” اضافة الى مراقبين موفدين من باسيل، وبعض الطارئين من النواب الذي لا لائحة لهم.. او الذين اخترقوا اللوائح بالدولار..
لماذا العجلة..
صحيح انه عصر السرعة، ولكل ثانية حساب، وليس للساعة او الدقيقة كما كان معتمداً قبل جيل، او الاسبوع والشهر والسنة كما كان معتمداً في القرن الماضي..
ولكن العجلة في كل القرون، من الشيطان..
وقديماً قيل في العجل الندامة وفي التأني السلامة..
يا سلام سلم!