أسقطت التظاهرات الشعبية والرائعة في حشدها وفي سلميتها وفي شعاراتها الوطنية الخالصة التي تعبر عن هموم الناس المسحوقين بالبطالة والفقر بينما المسؤولون، كبارهم اساسا ومن ثم اتباعهم غارقون في الرشوة ومنافع استغلال النفوذ.
اسقطت هذه التظاهرات الاحزاب والنقابات عموماً، سواء كانت مشاركة في السلطة او خارجها..
عبَّرت الجماهير المحتشدة قلب بيروت كما في المدن والبلدات، شمالاً وشرقاً وجنوباً وجبلاً، عن غضب الناس من حكم الفاسدين… وبينهم، بل بين كبارهم وزراء ونواب فضلاً عن الرؤساء الحاليين والسابقين.
داست الجماهير في مسيراتها الغاضبة على الطائفية والمذهبية والمستفيدين منهما ممن جنوا الثروات الحرام على حساب الشعب الذي افقروه فأذلوه، وقسموه ليركبوا موجة التعصب وعماه والغلط في اختيار الهدف والطريق..
نزلت النساء المتقدمات في السن بالحجاب إلى جانب ابنتها بصباها المشرق وقد حصنت نفسها بأخلاقها وليس بقطعة من القماش الاسود.
وكان طبيعيا أن تلجأ الطبقة الحاكمة إلى سلاحها القاتل: الطائفية والمذهبية لتقسيم الجمهور الواحد وتشتيته بالقمع العنيف واستخدام السلاح ضده، كما في صور..
وهكذا ادان المسؤول نفسه، في حين أن الاذكى من هذه الطبقة الفاسدة والمفسدة حاول أن يركب الموجة فرفع زوراً وبهتانا لافتات المطالبة بإصلاح … المتظاهرين!