نجحت أنظمة الصمت والذهب والقمع المفتوح في إغتيال الشعور القومي والفخر بالهوية العربية وتوكيد وحدة المصير..
في البداية: تم تقسيم العرب إلى فقراء منتشرين في اربع رياح الارض بحثاً عن الرزق، ومجتهدين يحاولون حماية الحق بالغد الأفضل، والى اثرياء بلا تعب يلعبون بالذهب يقتنون القصور بالخدم والحشم ويستقدمون المغنين والراقصات والمطربات للترفيه عن انفسهم المرفهة، وبين خريجين فقراء يبحثون عن فرصة عمل يطمحون إلى العثور عليها في المملكة المن ذهب والخليج المن غاز، ولو اضطرتهم الحاجة إلى التخلي عن جنسيتهم العربية الاصلية و”شراء” الجنسية الاجنبية (لا سيما الاميركية) بالثمن..
اما القسم الثاني من عرب الملك والثروة فقد اقفلوا بلادهم على انفسهم (والاميركيين فيها) ومنعوا فقراء العرب من دخولها الا اذا تخلوا عن هويتهم القومية.. علما انهم يضنون عليهم بهوية بلادهم المذهبة.
وهكذا بات عليك أن تقرر انك “عربي”، فاذا ما قررت اقفلت في وجهك دول النفط والغاز، العربية، وتضطر ـ اذا ما فرضت عليك الظروف العمل فيها ـ أن تأتيها وقد تخليت عن جنسيتك لتتمكن من دخولها بالهوية الاميركية او الكندية او جزر الواق واق.
ولم يكن بلا معنى أن يتخلى ولي العهد السعودي عن الكوفية والعقال والعباءة المذهبة خلال زياراته للجامعات ومراكز البحث العلمي ومواقع الابداع الفني، كأنما تقصد أن يظهر نفسه وكأنه ابن عصره وليس “البدوي” المقيم في الجاهلية.
بقي أن يسمح ولي العهد المذهب للشمس أن تنشر نورها في بلاده المقفلة على “الجاهلية”، والا يكتفي بأن يكون سائحاً يتحرك مذهولاً في بلاد التقدم العلمي والاحتقار العلني للبدو الذي لا يمنع “حصاد” ثرواتها الوطنية.. كما فعل الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال زيارته “التاريخية” لمملكة الصمت والذهب..