ليس بقصد التحريض او تشجيع الثوار عل التمرد، ولا بقصد اثباط همتهم وتسفيه اعتراضاتهم الجدية على فساد النظام، فلا بد من التوقف ملياً امام حركة الاحتجاج الشعبي التي اجتاحت بلدية الميناء، في طرابلس.
لقد تميزت هذه “الهبة” بتحديد هدفها، ومن ثم التقدم في اتجاه استبداله عبر الشارع، والطلب من محافظ الفيحاء التسليم بنتائج انتفاضتهم.
..وهذه سابقة خطيرة: أن يباشر الشارع اصدار الاحكام وتنفيذها من دون الرجوع إلى المحاسبة عبر القضاء، وممارسة الرقابة الكاملة، من دون التصدي لمرجعية القضاء واصدار الاحكام قبل المحاكمة.
قد يكون لأهل الميناء اعتراضاتهم المحقة والوجيهة على اداء بلديتهم، التي يفترض انهم من انتخبوها، بالرئيس والاعضاء فيها..
واذا سلمنا جدلاً بحق الاهالي في الاعتراض فليس من حقهم اتخاذ صفة القاضي واصدار الاحكام بالخلع، بعد تكسير الواجهة الزجاجية، والمدخل الفخم، خصوصاً وانهم هم بالذات من دفعوا اكلاف المبنى جميعاً، بواجهته وحديقته الجميلة.
الثورة بناء لا تخريب،
الثورة تكون بالوصول إلى محاكمة الفاسد وعزله بحكم قضائي.. الفوضى آكلة الثورات.. خصوصاً في بلد متعدد الطوائف والمذاهب التي تصبح سنداً للفاسد فتضيع القضية والحقوق.
إن اصوات الثوار وغضبهم ونومهم في الشارع ستكون اصدق الشهود في فضح الناهب والسارق والمقصَّر.
نتمنى عدم الاساءة إلى الثورة والثوار عبر هبات الغضب او الرغبة في الانتقام من المقصرين عبر محاسبتهم عبر تهديم المؤسسات العامة او تخريبها.
إن أبرز اهداف الثورة تطهير القضاء ليصير مرجعاً وموئلاً للعدالة.