القاعدة واضحة وضوح الشمس: ممنوع عليك وقف التهريب، سواء أكانت “البضاعة” سلاحاً او مخدرات: كوكايين أو افيون او حشيشة الكيف.. ولكن…
ممنوع عليك، حتى لو كنت ضابطاً حديث الانتساب إلى بعض الاجهزة الامنية، أن تتصدى لقافلة من مهربي الممنوعات تتجاوز الحواجز العسكرية بثمن يتقاضاه الكبار من الضباط ويتصدى لها غر من صغار الضباط، الذي يرى أن للبزة العسكرية شرفها، وان واجبه أن يحفظها ـ ولنفسه ـ هذا الشرف.
ممنوع عليك، كضابط، أن تكون “مواطناً” أقسم اليمين حين فاز برتبة الملازم على حماية امن البلاد وأهلها، أن تقوم بهذه المهمة المقدسة..
ممنوع عليك كل ذلك والا عوقبت مرة، ومرتين وثلاثا، واحرجت حتى “تقتنع” بأن عليك أن تبحث عن عمل آخر، وتترك هذه “المهمة” للأشطر والأبرع من السماسرة والتجار من ذوي الحظوة من “الكبار” في الاسلاك العسكرية او في دوائر القضاء العسكري.
إن نفذت واجبك ستلقى عقوبة البعير الاجرب،
وان انت تغاضيت واغمضت عينيك عن “البضاعة” و”تجارها” و”حماتها” كانت لك المكافأة المذهبة والرصيد الالماسي والشهرة التي قد ترفعك ـ بعد الاستقالة المشرفة ـ إلى منصب “النائب” أي ممثل الشعب في “البرلمان”، وربما وقع الاختيار عليك لتكون وزيرا، ولا فرق بين أن تكون وزيراً للداخلية او وزيراً للبلديات او حتى وزيراً للصحة.. المهم انك ستغدو، بعد حين، صاحب المعالي..
مبروك أيها الشاطر، في بلاد عنوان التقدم والتحضر فيها “الشاطر ما يموت”.. ولو مات الشعب ومعه سمعة وطن الارز!