كانت صحيفة السفير تمثل نبض الشارع في لبنان وكان لها دورا مؤثرا في تعبئة الجماهير اثناء الحرب الاهلية اللبنانية وحصار بيروت والاجتياح الاسرائيلي بقيادة شارون لتصفية المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية. كنا ننتظرها بلهفة كل صباح لقراءة الافتتاحية بقلم الاستاذ الكبير طلال سلمان. كانت كلماته كالبلسم تضمد جراح الشعب اللبناني البطل وتنقل الحقيقة والكلمة الحرة الصادقة النابعة من الوجدان وتلامس هموم الناس وتعيش مآسيهم ولها دور مؤثر في رفع معنوياتهم وحثهم على الصمود والمقاومة في مواجهة اعتى القوى المعادية للانسانة.
في زيارة الحكيم جورح حبش الاخيرة للبنان في نهاية عام ١٩٩٩ بدعوة من المؤتمر القومي بعد عشرين عاما من الغياب عن بيروت الى جانب نخبة من الضيوف العرب من بينهم الاستاذ الكبير حسنين هيكل والسيدة هدى عبد الناصر وعدد كبير من الشخصيات المؤثرة. كان الحدث مدويا والاستقبال حافلا بمشاركة الحكيم ووجوده في بيروت بعد عشرين عاما من خروج المقاومة من بيروت اذكر انه تلقى دعوة من رئيس تحرير السفير الراحل طلال سلمان لزيارة الصحيفة ولبى الحكيم الدعوة وكان لقاء تاريخيا مع رئاسة التحرير وصدر العدد في اليوم التالي يتصدر صور الحكيم مع الصحافيين واجوبته التي ملأت صفحات السفير وكان الحوار الأستثنائي يشمل اهم الاحداث على الساحة اللبنانية واحداث فلسطين والوطن العربي .
لا انسى كيف كان الراحل طلال سلمان يحرص ان ينشر لي كلماتي دائما في الذكرى السنوية لوفاة الحكيم مما كان يشعرني بالإعتزاز.
رحم الله الفقيد الكبير العروبي الاصيل طلال سلمان ستبقى مواقفه الوطنية المبدئية المشرفة وكل ما تركه من ارث نضالي وفكري منارة تستنير بها الاجيال.
خالص العزاء والمواساة لاسرته الكريمة وزملائه وجميع محبيه.