يدخل لبنان شهره الثامن وهو بلا حكومة، من أي نوع..
المنطقة تغلي من حوله، والعدو الاسرائيلي يواصل الحفر في الارض على الحدود بحثاً عن قواعد صواريخ “حزب الله”، وغارات طيرانه الحربي تخترق الاجواء اللبنانية كلما شاءت اختراقها.. لتضرب في سوريا!
الأوضاع الاقتصادية تتدهور، منذرة بسقوط الليرة. العقارات الجديدة فارغة تنتظر المشترين من اهل النفط العرب الذين لا يجيئون الا لتمضية اجازات أعياد الميلاد ورأس السنة في الاحضان الدافئة، ثم يكملون طريقهم إلى اوروبا وأميركا للتبضع وشراء العقارات والسيارات الفخمة، والطائرات.. احياناً.
اسعار الحاجيات، بما فيها المواد الغذائية ترتفع، فتتهاوى المرتبات والاجور، وتشتد الضائقة على الطبقة المتوسطة، ويختنق الفقراء بعوزهم، ولا من يهتم..
تدور المشاورات لتأليف حكومة جديدة في حلقة مقفلة: فبعض المطمئنين إلى مواقعهم بقوة احتكارهم (السابق) لتمثيل الطوائف يرفضون الاعتراف بمن خرقوا ذلك الاحتكار بشعبيتهم المؤكدة، ويرفضون اشراكهم في الحكومة الجديدة.
يرفض سعد فيتوسط جبران، فيزداد الوضع تعقيداً، وتضيع الحكومة الجديدة في غياهب المساومات والصفقات المرفوضة.
الشعب في واد وأهل النظام فوق قمة الترف، وأصوات الشاكين والمتذمرين لا تستطيع تسلق الجبال.
..ربما لأن الشعب لين العريكة، يسهل تقسيمه إلى طوائف ومذاهب، فيخسر وحدته، وتضيع مطالبه مع الريح.
…وهكذا تنقسم تظاهرة الاحتجاج الواحدة إلى تظاهرات متعارضة، ويرتاح اهل السلطة والمرشحون للحكومة الجديدة التي لن تنجز شيئاً.
ودائماً هناك وقت، في انتظار القمة الاقتصادية التي ليس على جدول اعمالها ما يشكل حلولاً للازمات التي تخلقها الطبقة السياسية..
والثورة هي الحل.. لكنها، مع الاسف، مستحيلة!