يكاد لبنان يختنق بأزمته بل ازماته الاقتصادية ـ المعيشية، قبل ان يباشر المجلس النيابي مناقشة البيان الوزاري بعد أن تطلب إعداد هذا البيان وتعديلاته شهوراً، ثم تعديل التعديلات تمهيداً لعرضه ومناقشته في المجلس النيابي حيث قد يتعرض لمزيد من التشوهات والبعد عن حقيقة اوضاع البلاد.
الجمود يقود إلى التدهور الاقتصادي… وها أن الناس يشكون، والموظفون العاملون والمتقاعدون، عسكريين ومدنيين، ينزلون إلى الشوارع متظاهرين تعبيراً عن غضبهم ورفضهم خفض مستحقاتهم وهم الذين قدموا زهرة شبابهم دفاعاً عن البلاد وانتظام العمل في إداراتها والمؤسسات.
كبار المسؤولين ينثرون التطمينات، وآخرهم الرئيس سعد الحريري الذي ألقى، فور عودته من اسفاره واجازته الطويلة ـ بياناً مكتوباً مكرساً للدفاع عن حقوق طائفته والدفاع عن مكاسبها والأهم: عن اعتدالها… بينما طرابلس ما تزال تئن وترفع صوتها بالشكوى بعد المذبحة التي ارتكبها متطرف اصولي حوكم وسجن لمدة سنة ثم افرج عنه فمارس حنينه الى القتل وأردى ـ في طرابلس ـ ثلاثة من قوى الامن الداخلي وجرح آخرين، مما اضطر وزيرة الداخلية للانتقال إلى طرابلس ومعها كبار ضباط الداخلية بقيادة رئيس فرع المعلومات في القيادة.
على أن تطمينات رئيس الحكومة ذهبت ادراج الرياح، مثل ما ستذهب مناقشة الموازنة في المجلس النيابي.. ولن تنفع الاشارة إلى مؤتمر سيدر وغيره من المؤتمرات الدولية في طمأنة اللبنانيين، لانهم يعرفون أن ما سيقدم لهم من اسباب الدعم سيكون قروضاً جديدة واجبة السداد، ولو بعد حين..
واذا كان الرئيس سعد الحريري قد جاءه الفرج مع عبد الرحمن الخواجة، المستثمر النهم المعروف جيداً في مصر، وقبله في موطنه الاصلي الاردن، فباع منه حصة وازنة في مصرفه (المتوسط) اضافة إلى بعض ممتلكاته، فضلاً عن فتح الباب امامه لاستثمار ماله في كل ما يمكن ان يدر عليه الربح الحلال..
والحمدالله على نعمه: إذا كان وريث الرئيس الشهيد رفيق الحريري قد بات يبحث عن شركاء لإسناد وضعه المالي المضطرب، فمن سيسنده في وضعه الحكومي المضطرب وكل “حلفائه” لا ينتظرون حصتهم بل يغصبونها نقداً وفي السياسة.
والحمدلله من قبل ومن بعد..