مع كل معركة من معارك تحرير الارض والارادة التي يخوضها مجاهدو “حزب الله” بدماء شهدائهم وبطولاتهم الفذة لتحرير الجرود التي احتلتها عصابات “داعش” و”النصرة”، تتكرر المشاهد والبيانات والتصريحات المؤذية التي تطلقها بعض القوى السياسية التي تكره التحرر والتحرير واستعادة الارض المحتلة إلى الوطن وأهله، بالاعتراض والتشهير بالمجاهدين والدفاع عن الارهاب والارهابيين.
انه المشهد ذاته مع البيانات النافرة والمؤذية لوحدة البلاد وشعبها، كالذي عرفناه ابان حرب تموز وطوال ايام المواجهات البطولية مع جيش العدو الاسرائيلي دفاعاً عن الارض المقدسة وشرف الانتماء اليها.
نفهم أن تختلف القوى السياسية في غمرة الصراعات التافهة في الداخل، والتي سببها الاساس فساد النظام وتخلفه واحتقار الطبقة السياسية الشعب وتآمرها على مصالحه..
نفهم أن يختلف اللبنانيون على طبيعة التغيير وشروط الاصلاح الذي يطلبون ادخاله على نظامهم السياسي المتوحش الذي لا يعترف بالشعب ولا يهم لمطالبه المتصلة بشروط حياته في وطنه..
أما أن يختلفوا حول الارهاب ومنظمات القتل التي تتلطى بالشعار الاسلامي فتقتل الآمنين وتحتل مصادر رزقهم، كما جرى لأهلنا في عرسال، الذين طالما بذلوا دماءهم رخيصة في الجنوب تحت الاحتلال، وفي بيروت وضواحيها في مواجهة العدو الاسرائيلي ومن نصره من اللبنانيين على شعبنا وكرامة وطننا وحريته..
اما أن تغلب عصبياتهم المذهبية والطائفية وطنيتهم فيقفون إلى جانب الارهاب المحصن بالشعار الاسلامي المزور، والذي يحترف القتل، ويعمل في خدمة العدو الاسرائيلي والامبريالية الاميركية..
اما أن يحصل ذلك كله بينما مقاتلو العصابات يتساقطون بالعشرات ومن نجا منهم يطلق سيقانه للريح، هرباً من مجاهدي “حزب الله” الذين تسلقوا القمم الشاهقة (اكثر من الفين ومئتي متر فوق سطح البحر) ويتقدمون فيرفعون العلم اللبناني فوق الجرود التي كانت تحتلها العصابات المسلحة..
..فتلك هي مفارقة غير مقبولة.
انها الخيانة صريحة، عارية. انها الاستهانة بالتضحيات الغوالي ودماء الشهداء.
وعصابات التعصب الطائفي الذي يأخذ إلى العمى السياسي ليست اقل خطورة من عصابات داعش التي يتساقط مقاتلوها في الميدان او على طريق الهرب من مواجهة المجاهدين الابرار.