لا بد من اعمال الفكر لتبيان اسباب الخيانة التي نشهد هذه الايام توالي فصولها، وتهافت “قادة” بعض البلاد العربية، لا سيما تلك التي لم تقاتل يوما في فلسطين ومن اجلها، على الصلح مع العدو الصهيوني، ودائماً تحت الرعاية الاميركية.
بداية، يجب أن نتذكر أن معظم هذه “الدول” التي يرعاها “الاميركي” ويقودها إلى الصلح مع العدو الاسرائيلي لم تكن دولاً وانما مجرد مقاطعات تتبع “دولة الخلافة” او “السلطان” ولا تملك قرارها وانما يقرر عنها من يملكها ولا من يعترض.
ليس الا مع سقوط السلطنة العثمانية ودخول “الحلفاء”- يعني بريطانيا وفرنسا المنطقة حتى جرت اعادة تقسيم هذه الارض التي كانت مباركة إلى دول شتى: لبنان وسوريا لفرنسا، أما بريطانيا فقد نالت حق الرعاية على فلسطين والعراق والاردن (بعد اختراع كيانها السياسي ومنحه الامير عبدالله ابن الشريف حسين مطلق الرصاصة الأولى ايذانا بمباشرة الثورة العربية الكبرى ضد السلطنة العثمانية)!!
وكان سبق للبريطانيين أن “اخترعوا” الكويت وهيمنوا على سائر ارض الخليج التي ستنبت فيها دول شتى (الامارات العربية المتحدة، قطر، فضلاً عن جزيرة البحرين).
على هذا فليس من المستغرب أن يلبي عبدالله بن زايد بن سلطان وزير خارجية “دولة الامارات العربية المتحدة” دعوة الرئيس الاميركي – إمبراطور الكون، دونالد ترامب للذهاب اليه في البيت الابيض، مع وزير خارجية ملك البحرين، حيث سيلتقيان بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية ويوقعان معه معاهدة الصلح وهما يبتسمان .. علما أن ” دولتيهما” العريقتين لم تقاتلا الكيان الاسرائيلي ولا هو قاتلهما وليست لبلديهما حدود مشتركة مع فلسطين، وليست لهما- حتى تلك اللحظة- مصالح مشتركة مع دولة العدو الاسرائيلي.
انها مصالحة مجانية تهدر دماء آلاف مؤلفة من الاشقاء الفلسطينيين، ومثلهم من الاشقاء المصريين والسوريين واللبنانيين (والعراقيين).
من جاءه “الوطن ” كهبة” من المستعمر على شكل “دولة” لن يكن مستقلا حتى لو كان جيشه بعدد رمال البحر.
الاوطان، يبنيها اهلها بأرواحهم، ويصونونها ويمنعون عنها اعداءها بمقاومتهم واستشهادهم من اجلها.
“وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة تدقُ”!