من قبل أن تجيء الذكرى الثانية عشر لحرب تموز التي تبدى فيها اللبنانيون موحدين في مواجهة العدو الاسرائيلي، كان هؤلاء اللبنانيون قد عادوا إلى انقساماتهم وخلافاتهم السياسية عابرة الطوائف والمذاهب..
ها هم الآن معسكرات متواجهة يتخاطفون الحقائب الدسمة ولا حكومة، ولا يهتمون بحقيقة أن الفراغ يتسبب في تدمير ما تبقى من مؤسسات الدولة وإداراتها..
ومن الطبيعي أن يتألم اللبنانيون من هذا الفراغ في السلطة الذي يشل حركة الاقتصاد ويضرب احتمالات النمو، ويزيد من تفاقم الاوضاع المعيشية الصعبة، ويسهم في تغييب الدولة ومؤسساتها ويفسح في المجال امام العصابات والمضاربين ومسهلي المعاملات بالثمن..
لقد كان انتصارهم على العدو الاسرائيلي في حربه على لبنان (12 تموز ـ 14 آب 2006) باهراً، خصوصاً وقد اكد وحدتهم وصلابة موقفهم الوطني، اذ فتحت الابواب في مختلف المناطق امام المهجرين قسراً من الجنوب والضاحية الجنوبية نتيجة موجات القصف الوحشي التي شنها طيران العدو الإسرائيلي..
لم يسأل المضيف عن طائفة او مذهب من استضامهم في بيته، وتقاسم معهم رغيف الخبز. كان يقوم بواجبه الوطني فحسب..
ولقد نشأت صداقات وعلاقات ودية، بل ومصاهرات، بين المضيفين وعائلات المهجرين، مؤكدة وحدة المصير.
الانقسام السياسي طبيعي، وقد يكون ظاهرة ديمقراطية..
أما الانقسام الطائفي فآفة تلتهم العلاقات الانسانية والوطن والمواطنين..
فلينقسم اللبنانيون سياسياً، ما شاءوا، المهم الا ينزلقوا بالبلاد إلى المستنقع الطائفي، وهو اخطر على لبنان واللبنانيين من العدو الاسرائيلي..