بوقار يليق ب»الحكيم« رحل هاشم الحسيني بعدما »سئم تكاليف الحياة«.
وعلى امتداد عقود كان الدكتور هاشم الحسيني احد الوجوه المشرقة في طرابلس والشمال: يساهم في كل نشاط ثقافي اجتماعي، ويمد يده مشاركا في كل ما يعزز قضية الحرية والديموقراطية والتقدم الانساني، ويواصل بصمت خدماته الطبية لكل الناس، لا يسأل عن اجر، فإن دفع المريض قروشا قبلها شاكرا، وان احس لديه بعوز تبرع له بثمن الدواء، وان وجد حالته صعبة اتصل هو بالمستشفى راجيا توفير سرير على ان يتكفل »الحكيم« بمراجعة وزارة الصحة او من يلزم لتأمين النفقات.
لم يطلب النيابة، وحين جاءته لم تشغله عن الناس، بل هو حاول ان يزيد بها خدماته (ولو محدودة) لهم.
وحين كانت الصداقة مع الدول الاشتراكية »تهمة« سعى إليها فأسهم في تأسيس معظم جمعيات الصداقة مع ذلك المعسكر الصديق، وكان يحاول الافادة من هذا الموقع لايفاد المزيد من فقراء الطلبة للدراسة في جامعات تلك الدول التي وفرت فرصة التعليم العالي (مجانا) للآلاف من شباب لبنان وسائر الاقطار العربية.
وكما عاش في الظل، لا يناور ولا يتواطأ، لا يدعي ولا يستعلي، ولا يشارك في مباذل اللعبة السياسية، انسحب عن المسرح السياسي بصمت، وها هو ينسحب الآن بوقاره الكامل راحلا للقاء وجه ربه مرتاح الضمير.
رحم الله الدكتور هاشم الحسيني، ابن طرابلس الطيب الذي عاش للناس وأعطاهم كل ما قدر عليه.
»ط.س«
وسيصلى على جثمان الدكتور الحسيني ظهر اليوم في المسجد المنصوري الكبير في طرابلس ويوارى الثرى في مدافن باب الرمل.
وتقبل التعازي ايام الاربعاء والخميس (الثاني والثالث) والاثنين المقبل (الاسبوع) في جمعية مكارم الاخلاق الاسلامية بين الساعة العاشرة والواحدة ظهرا وبين الرابعة والثامنة مساء.