تصاغر العالم على اتساعه، وتعدد اعراق الناس فيه والوانهم التي تتوزع بين الابيض بشعره الاشقر، والحنطاوي، والاسمر، والذي ولد ببشرة سوداء، في بعض اقطار افريقيا..
تهاوى سكان العالم امام جرثومة صغيرة لا تُرى بالعين المجردة، ولا تحتل الظاهر من جسد الانسان، بل تدخله من دون اذن، وتكمن في داخل الداخل من بدنك، لا صوت ولا وجع في البدايات .. حتى لكأنه “مرض سري”.
ولأنه “سري” فقد اجتاح ارجاء الارض جميعاً. لم يتوقف عند حدود الدول، ولا قدرت على ضبطه اجهزة المخابرات وقوى الامن والجيش، الا بعدما اعلنت الصين عن انتشاره في بعض مدنها، وانتبه الناس في الانحاء الاخرى من الكون فاذا هو منتشر في اربع رياح الارض، واذا ضحاياه يتزايدون على مدار الساعة..
ولقد تنبه العلماء بعد وقت من انتشار الوباء.. مثلما حصل في الصين والتي دفع شعبها ثمن الاكتشاف غاليا، فكانت الأولى في اكتشاف العلاج، ولم تتوقف امام تخريفات الرئيس الاميركي الاحمق دونالد ترامب بانها مصدر الوباء وعلة انتشاره.. بل انها تجاهلت جهل هذا الرئيس الاحمق وتقدمت تعرض عليه أن تساعده في مكافحة الوباء في دولته العظمى حيث ضرب مدنها الكبرى انطلاقا من نيويورك وصولاً إلى ولايات عدة بينها فيلادلفيا وبوسطن ولوس انجلوس الخ..
ولقد اضطر الرئيس الاميركي إلى التفكير بإعلان حالة الطوارئ في البلاد ذات علم الخمسين نجمة، بل هو اعلنها فعلاً في بعض الولايات وانزل الجيش للمعاونة في الانقاذ..
وفي اللحظة الحاسمة اعلنت الصين أن علماءها قد نجحوا في ابتداع الدواء الشافي، وانهم باشروا انتاجه، وهم على استعداده لتوزيعه على دول العالم اجمع… برغم أن بعض العائدين من الصينيين إلى بلادهم جاءوا به معهم، وهكذا فرض عليهم الحجر فور وصولهم.
سينتصر الانسان، بعقله وعلمه وصبره والتجارب والخبرات المتراكمة على وقف هذا الوباء.. ولعل ذلك سيكون درسا جديداً للدول، أعظمها وأقواها، وأصغرها وأضعفها: أن تقوم بواجبها في حماية الانسان الذي كرمه بان” علمَّه ما لم يعلم” واوصاه بإلحاح: “اقرأ” و”خلق الانسان علمه البيان”.