بروح رفاقية، وبحس المسؤولية الوطنية نقول: كفى، ولتتوقف هذه الحملات المتبادلة بين بعض القوى الوطنية في لبنان.
إن الاختلاف في وجهات النظر في داخل الحركة الوطنية الواحدة مشروع ومقبول، بل هو صحي أحياناً. لكن الاختلاف الراهن، خصوصاً بالمستوى الذي بلغه عبر حملات التجريح والتشهير والتجني، مرفوض لأنه يهدد الحركة الوطنية كلها بالخطر الشديد كونه يمس بعض علاقاتها الاستراتيجية ومضمونها القومي والتقدمي.
فمن الجائز والمبرر أن ينشأ ، في ظرف معين، تعارض أو اختلاف في الرأي أو التقويم أو الاجتهاد بين الحركة الوطنية في لبنان وسوريا، أو أي نظام عربي وطني وتقدمي آخر.
أما غير الجائز وغير المبرر فهو أن يتحول التعارض أو الاختلاف إلى تصادم فإلى قطيعة فإلى جو من العداء تكال فيه الاتهامات بغير حساب، محولة الحليف الاستراتيجي إلى “خائن” و”عميل”، وقوة الدعم والإسناد إلى قوة حصار وإذلال.
فسوريا تبقى سوريا وتبقى حصن الحركة الوطنية في لبنان وحليفها القوي… وهذا ليس منة من سوريا وحاكمها، بل هو دورها التاريخي والطبيعي.
وليس البديل عن سوريا، في أي حال، موقع اتفاق سيناء ولا النظام البورقيبي.
كذلك فإن كمال جنبلاط سيبقى كمال جنبلاط، وسيبقى دوره القيادي في الحركة الوطنية طالما بقيت بمواصفاتها اللبنانية والعربية الراهنة.
والمهم، المهم في هذه اللحظات، ومع وصول منظم مذبحة أيلول 1970 في عمان، أن نعود جميعاً إلى الخندق الواحد، من أجل سوريا، ومن أجل المقاومة الفلسطينية، كما من أجل لبنان وطموحات شعبه العربي إلى مستقبل أفضل.
فإلى السلاح أيها الرفاق… في مواجهة دين براون و”أصدقائه” الكثر في الداخل.. وعلى الحدود.
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان