باستقراء بسيط لمجرى اللعبة السياسية خلال الأيام القليلة الماضية تبرز حقائق ذات دلالة لا بد من الوقوف أمامها، ومنها:
أولاً – إن الحلفاء العلنيين لصائب سلام في معركة التكليف هم خصومه الأساسيون في معركة التأليف، لأنهم الخصوم الحقيقيون للرئيس فرنجيثة، هذا إذا استبعدنا الظواهر الخادعة.
فكميل شمعون يريد ثلاث وزارات، ويريد بالتحديد وزارة لماروني بحيث يستعيد عبره – وباعتراف رسمي من العهد – صورة زعيم الموارنة وقطبهم الأكبر.
ورشيد كرامي، المسمي سلام رئيساً، ينأى بنفسه عن شرور المشاركة، بل إنه يستهجن العرض والفكرة: الرئاسة ورفضناها!
وريمون اده يعلن بصراحة صحيح إني مع صائب، ولكني ضد رئيس الجمهورية… فهل بعد هذا تعاون مع الرئيس المكلف؟
ثانياً – إن الأطراف الوطنية (وسوريا لا يمكن إلا أن تكون منها ومعها) قد استفزت مرتين: الأولى عندما شعرت إن صائب سلام فرض فرضاً على رئيس الجمهورية والبلاد، والثانية عندما رأته يستقطب خصومها جميعاً وكأنه يحشد لمعركة فاصلة معها.
ثالثاً – إن أي مرشح ذكي لرئاسة الجمهورية قد بادر إلى إعلان براءته من حكومة سلام العتيدة، حتى من قبل أن تتحدد ملامحها الأولىز
رابعاً – إن جماعة القصر يتصرفون بحد أدنى من الوعي لكون صائب سلام عليهم وليس معهم…
فعندما يتشدد كامل الأسعد، وأمامه معركة رئاسة مجلس. مع المكلف بتشكيل الحكومة استناداً إلى عدد أصوات مؤيديه وقوتهم،
وعندما يتشدد طوني فرنجية، وهمه الأول أن يحتفظ بمقعد في الوزراة الجديدة،
يكون للتشدد معنى يتجاوز الرغبة في ضمان حقيبة رئيسية، لهذا المستوزر أو ذاك.
بقي أن يتفهم الرئيس سلام هذه الحقائق وأن يتفاهم معها، إذا استطاع إلى ذلك سبيلاً،
أما كمال جنبلاط “المهزوم” في أحلى استمتاعه الآن،
و… وسلام من صبا بردى أرق
ودمع لا يكفكف يا دمشق!
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان