الغرض مرض… وبتأثير المرض بهتت عبقرية السادة المرشحين الأزليين السرمديين لتناوب رئاسة الحكومة في لبنان، وفقدوا توازنهم وحنكتهم “التاريخية” في مواجهة المواقف الصعبة.
والدليل: طريقتهم غير الذكية أبداً في معالجة “قضية رشيد الصلح”،
طبعاً كلهم صاحب مصلحة في أن يذهب رشيد الصلح، واليوم إن أمكن لا غداً، وغداً إذا تعذر ذهابه اليوم وليس بعد غد،
لكن إلحاحهم هذا سيرتد عليهم بآثار وخيمة، لو يدركون ، تهون أمامها “مصيبة” بقاء رشيد الصلح شهراً آخر أو شهرين أو حتى سنة!
فرشيد الصلح، على ما يبدو، سيخرج “بطلاً”، بفضل الغباء السياسي المستحكم في العقل الكتائبي، وعقول المسترئسين والمستوزرين…
هذا إذا خرج، بالسرعة التي يشتهونها،
وسيستحيل على غير “بطل” آخر أن يتربع على مقعد رئاسة الحكومة،
فأسباب خروج الصلح ستتكرس شروطاً لدخول الداخل بعده،
وعلى سبيل المثال فإن الداخل العتيد مضطر لأن يعد للألف قبل أن يمد يده إلى الشيخ بيار الجميل والكتائب، من زاوية قلقه على مصيره الشخصي وليس على مصير لبنان: ما أدراك إن تلقى منهم مثل ما لقي رشيد الصلح، وهو الذي حرص على عدم إيذائهم من موقعه على رأس السلطة التنفيذية… (مع عدم إغفال أهمية موقعه الشعبي، بيروتياً)؟!
وعلى سبيل المثال أيضاً فإن الداخل لا بد أن يتعهد بأنه لن يسمح لأي طرف لبناني – رسمي أو “شعبي” – يضرب المقاومة الفلسطينية!
… ولا بد أن يتعهد بأنه لن يسمح بجعل الجيش طرفاً في معارك الطموحات الرئاسية والسياسية، ولن ينزله بالتالي كما عن لصاحب ميليشيا أن يمتحن قدرات تنظيمه الفاشيستي!
… ولا بد أن يتعهد بأن يؤمن تغطية عربية للموقف اللبناني، أولها الرضى السوري وآخرها عدم الاعتراض… اليمني!
… ولا بد أن يتعهد بالمضي قدماً لإقرار المشروعات التي تجسد الحد الأدنى من المطالب الوطنية وبينها قانون الجيش والتجنيس، ناهيك بالمشروعات “الخالدة” كمثل إجراء إحصاء للبنانيين وتعديل الدستور تحقيقاً للعصرية وليس فقط “للمشاركة” أو لإعطاء الشعب دوراً ما في قضايا بلده،
… ولا بد أن يؤكد التزامه بمنطق الحركة الوطنية عموماً، وأكثر بكثير من ذي قبل، حتى لا “تنبذه” فإذا هو قد خسر الدنيا ولم يربح الآخرة!
ودفتر الشروط “الصلحية” لرئاسة الحكومة اللبنانية بعد مذبحة عين الرمانة الكتائبية، طويل بعد ومتعدد البنود الجزائية والإجرائية،
لهذا، فأغلب الظن إن الدولة ستضطر – إذا ما صمد رشيد الصلح بالقدر الكافي – إلى البحث طويلاً وطويلاً جداً عن “بطل” صنديد يصلح بديلاً للخارج كبيراً من ساحة اللعبة الصغيرة!
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان